أقام مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي بالتعاون مع جمعية الصداقة المصرية الهندية مساء أمس حلقة نقاشية عن السينما الهندية بعيون مصرية حضرها الفنان محمود ياسين والناقدة ماجدة خيرالله والموزع السينمائي أنطوان زند والمخرج أحمد فؤاد درويش أدار النقاش د.علي الدين هلال رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية والسفير الهندي في مصر أر.سوا ميناثان. وقال د.هلال إن السينما الهندية تعكس العلاقة بين الشعبين والثقافتين المصرية والهندية وهناك تشابه في الأوضاع النفسية والمزاجية والأخلاق العامة بين الاثنين مما يحدث تعاطفا انسانيا وشعورا بالألفة عند مشاهدة أحداث الأفلام الهندية بدون فهم اللغة. وأوضح قائلا: هناك أيضا اختلاف بين مصر والهند فالأخيرة لها سمات مميزة مثل تعدد الأديان والأعراف واللغات مما يحدث تنوعا في الموضوعات, وذلك احتراما منهم للتعددية مما ينعكس علي السينما فنجد في أعمالهم المسلم والمسيحي وكل الأديان, فالنظام الثقافي والإبداعي والسياسي يسمح لهم بذلك دون قيود علي عكس الموجود لدينا في مصر فالتماثل في كل شيء هو السائد ونريد من المختلف عنا يكون مثلنا. وأضاف أن الهند أكبر دولة منتجة للأفلام في العالم ويصل إنتاجها لألف فيلم في العام, وقد قررت أخيرا السماح لأي شركة أجنبية بإنتاج عمل كامل بالهند دون مشاركة رأسمال هندي, وذلك اختلاف آخر ففي مصر صناعة السينما تعتمد علي أشخاص من الممكن أن يغيروا نشاطهم إزاء أي أزمة تمر بها السينما, بالإضافة إلي أن ذلك يؤدي للعمل بنظام الأهواء الشخصية, وفي الهند حولوا الإنتاج السينمائي لرأسمالي بشركات متخصصة تشارك في البورصة ووصلت في2003 إلي ثلاثين شركة. وأشار إلي أن نجيب محفوظ وصل للعالمية لأنه غرق في المحلية والسينما الهندية محلية ولا تقلد الأوروبيين لكن في مصر نجد ما يمكن أن نجده في أي فيلم بالعالم ولا يوجد ما يميزنا. وقال الفنان محمود يس: هناك تشابه بين الفن في مصر وفي الهند, فتاريخ وثقافة البلدين ضاربان في عمق الزمان مما انعكس علي إبداعاتهم السينمائية وقد استمتعنا كمصريين بالإبداع الهندي نظرا للعلاقة التاريخية والثقافية والانسانية بيننا حتي في خطط الاخراج وكتابة السيناريو والاستعانة بالأغنية أي أن هناك وحدة الإحساس في التعبير الفني بيننا. وعن الفرق بينهما قال: من المفترض أن أعظم ما في السينما الحفاظ علي أصولها لكن مصر مرت بنظام اشتراكي ثم تحولنا لنظام آخر اقتصادي حر أدي لبيع كم كبير من أصولنا ولم يجدوا من يشتري فقاموا بتأجير الاستديوهات, مما وضع السينما في أزمة والهند لم تقع في ذلك الخطأ. وقد وصل بنا الأمر إلي إنتاج خمسة عشر فيلما العام الماضي بعد مائة وعشرين فيلما في السنوات الماضية وهذا العام تشهد السينما انحدارا إنتاجيا بسبب الأزمة العالمية التي أثرت علي السينما المصرية. وأشارت ماجدة خير الله إلي أن فيلمMotherindian كان أول فيلم هندي شاهدته عام1957 وقد لاحظت أن يوسف شاهين أخذ منه مشاهد في فيلم الأرض, وكذلك المخرج حسين كمال في مشهد للفنانة شادية من فيلم شئ من الخوف وهي تفتح الهويس وهناك أعمال أخري مميزة مثل سانجام والأفلام الهندية كانت تظل في دور العرض لمدة سبعة عشر أسبوعا مما أثر علي نجاح الفيلم المصري وبعد ذلك حدث انقطاع عشرين عاما للأفلام الهندية بمصر.