أخطر ما يهدد الحالة المصرية الآن ما يردده بعض المحسوبين علي نظام مبارك بأن التاريخ القريب سيعيدهم إلي تصدر المشهد, وأن كشف ما يسمونه زورا وبهتانا بمؤامرة25 يناير2011 يتوالي وأن آخر أوراقها ستكون عودة الثقة في هذا النظام. صحيح أنني أدرك أن هذا الكلام أشبه بالدعاية لمنتج غذائي ثبت للجميع أنه سام وفاسد ولا يصلح للاستخدام الآدمي إلا أنني أشعر مع الكثيرين بقلق لعودة رجال هذا النظام إلي تصدر شاشات الفضائيات وتحليل كل شئ بداية من إجراء الانتخابات السياسية أم البرلمانية أولا نهاية بسقوط الأهلي في المغرب, وعادت قضايا عدم حرمانهم من الترشح للانتخابات للظهور مرة أخري وتكشفت لقاءات سرية وعلنية لهم علي شرف الصدام الحادث بين الدولة وقوي الإرهاب, وقام كثير من رجال مبارك بتدشين مواقع الكترونية وقنوات وصحف لتضاف إلي منابر إعلامية قائمة عادت لتسمية ثورة25 يناير بالنكسة, وأخري معروفة بتلونها وتبدلها كقناة ومقدمي برامج والتي ظهرت في أعقاب ثورة يناير حينما ارتدي بعض مستثمري الإعلام وتقديم البرامج المباركيين قناع الثورة علي نظام سقط. ورغم أنني أتوقع أن المرحلة المقبلة سوف تشهد احتداما للعنف الإخواني ومكرا غير مسبوق لقيادات هذا التنظيم الشيطاني الذي أحمله مسئولية العودة المتخفية لرموز دولة مبارك, إلا أنني لا أنكر أن هناك مؤامرات تدار من جانب دولة الشر المباركية أيضا; أملا في تغيير مفاجئ لشعب يبدو أنه تخصص في التغيير لهدف ودون هدف إلا تدمير دولته وعدم تنفيذ أي هدف من أهداف ثورته علي ما يرفض. وعلي مصر30 يونيو أن تدرك أن إدمان السلطة وسوء استخدامها ليس قاصرا علي الإخوان فحسب رغم أنهم رأس الشيطان والتآمر علي الدولة في تلك الفترة وما قبلها وما بعدها والمستعدون لتقديم تنازلات في سبيل السير إلي جانب أسوار القصر الجمهوري قبل دخول أبوابه, ويسيطر هذا الإدمان أيضا علي عواجيز مبارك قبل شبابهم وأنه لا أمل إلا بوحدة الصف ويقظة السلطة المؤقتة, وتناغم قوي الشباب, والحوار الوطني الجاد, ومواجهة المكر الأمريكي الذي يريد العودة إلي حليف يمكنه من رأس الشعب الثائر ولا فرق لديه بين الإخوان ونظام مبارك; فالتجربة أثبتت للمصريين أن كلا منهما يتحالف مع الشيطان ضد وطن لا يرون فيه إلا مرآة واسعة تعكس مصالحهما الشخصية سواء ظهرت فيها وجوه مكتب الإرشاد أم لجنة السياسات. وأري أنه رغم ضبابية المشهد إلا أن كلا من الإخوان ورجال مبارك وحلفاء مصلحتهما واهمون; لأن الشعب الذي ثار علي دولتيهما لم يتغير رغم تغير وتبدل بعض القوي السياسية والثورية حسب ظروف كل ثورة من حيث الشعارات والتمويل والتنظيم والمفوض بإدارة شئون البلاد, فهذا الشعب لن يتخلي عن مطالبه في معيشة أفضل وحرية وديمقراطية وعدالة فشل الجميع في توفيرها له حتي الآن! [email protected] رابط دائم :