أتعجب ممن يطلقون علي بعض الفتيات من الجامعات المصرية ممن يتظاهرون تظاهرا غير سلمي( قولا وفعلا) وممن يرتكبون جرائم يعاقب عليها القانون بأنهن حرائر مصر كأنهن صاحبات قضية سياسية ضد عدو أجنبي. وأتعجب من مقال كتبه أحد القيادات الصحفية السورية في جريدة الشرق القطرية بعنوان: حرائر مصر وبطولات العسكر, واصفا شابات مصر من المخربات والمتطاولات بألفاظ بذيئة علي أفراد قوات الأمن والتي رفع بعضهن أحذيتهن في وجوه ضباط ولواءات الجيش الذي يحميهن والشرطة التي تنصحهن بعدم الوقوف في الشارع والدخول إلي المدينة حتي لا يطبق عليهن قانون التظاهر, بأنهن المصريات المؤمنات حفيدات عائشة وخديجة وفاطمة الزهراء, وأنهن يمثلن النموذج الأروع لكفاح المرأة المصرية والسؤال: أي كفاح تتحدث عنه؟ وما هذا النموذج الذي تنسبه للمرأة المصرية؟ ماذا تعرف عن كفاح المرأة المصرية التي فاقت وتفوقت وسبقت المرأة الأمريكية بعد كفاح ونضال سياسي لكي تمثل في برلمان1957, ولكي يكون لها حق في التصويت والترشيح في دستور1956, بعد أن كان هذا مقصورا علي الرجال؟ ماذا تعرف عن المرأة المصرية التي خرجت في ثورة1919 في مظاهرات سلمية حضارية راقية في أدب وحياء أنثوي ضد الاستعمار من أجل الاستقلال منددة بالاحتلال البربطاني؟ لماذا لم تتحدث أيها الكاتب في مقالتك عن المرأة المصرية البسيطة المكافحة اجتماعيا ومن تعول أسرتها لوفاة زوجها أو تركه لها أو هجرها أو تم تطليقها وغيرهن ممن يعملن من أجل توفير المعيشة ومما يثير غضبي ما تبثه الجزيرة المعادية لمصر من وصف هؤلاء الفتيات من المخربات والخارجين عن القانون وأصحاب الألفاظ البذيئة بأنهن: الحوريات الأميرات المناضلات أصحاب البطولات اللاتي أحرجن وأخجلن الرجالات في العالم الاسلامي, والأعجب أنهم أصحاب قضية سياسية من نظر المدعوة منظمة العفو الدولية الحقوقية!!, ناهيك عن صفحات التواصل الاجتماعي والجروبات والمواقع وأبرزها: حرائر مصر في السجون العسكرية في كذب وافتراء وتجني علي مؤسسة عسكرية وطنية لها ثوابت أخلاقية. حرائر مصر ليسوا مرضي ولا يعتدون علي عميدات بعض الكليات ولا يغلقون أبواب الكليات والمدينة الجامعية علي الموظفات وأساتذة الجامعات, حرائر مصر ليس في داخلهم الانتقام والتشفي والحقد والكراهية, ولم ولن يتحولن يوما إلي وحوش كاسرة يستخدمن أسنانهن في العض, والعار هو هذا السلوك المنظم والمرتب والمخطط له استخدام الآلات الموسيقية والشتائم البذيئة شفاهة والكتابة علي جدران الحوائط والمدرجات في سابقة لم تحدث في تاريخ الحياة الجامعية وتاريخ المرأة المصرية, ولو كنت في موقع القيادة الجامعية لأصدرت تعليماتي بإزالة هذه الشتائم التي تمثل قذفا وسبا في حق رموز المؤسسة العسكرية وهذه السلوكيات التي لا تتفق ومبادئ شريعتنا الإسلامية وقيمنا الثقافية. حرائر مصر لا يجردون من علمتهن حرفا من ملابسها, ولا يذهبون إلي عميدة كلية الدراسات الإسلامية إلي منزلها ويعتدون علي البواب وزوجته ولم يراعين حرمة المنازل واستخدموا الحرية دون مراعاة أنهم يؤذون حرية الآخرين. حرائر مصر لا يغلقون المدرجات ولا يحرضون علي الاضرابات عن الامتحانات, ولا يشعلون إطارات السيارات ولا يحاصرن مكاتب القيادات, ولا يتركون المحاضرات ولا يقطعن الطريق في سلاسل بشرية, ولا يوقفن حركة المرور ولا يحرقن المدينة الجامعية التي يعيشون فيها ويأكلون منها علي حسابنا نحن دافعي الضرائب في قرار غير حكيم من حكومتنا الرشيدة التي كافأتهم بإعفائهن من مصاريفها حرائر مصر لا يسمحن لمن يورطهن في مسلسل الدم والضياع والدمار لأنفسهن والحرق لبلدهن, والنتيجة أنهم وقيادتهم وجماعتهم ومن يحرضونهن ويوجهونهن يخسرون تاريخهم ويجعلون زملاءهم وشعب مصر يلفظهن حرائر مصر لا يحملون إلا علم مصر رمز مصر ولا يحملون أعلام القاعدة تلك الأعلام السوداء التي تشبه قلوب من يحملها تجاه مصر, وحرائر مصر لم يسمحوا لجنسيات ليبية وسورية وتركية بالهتاف ضد المؤسسة العسكرية. حرائر مصر لم يتربوا علي أسلوب السمع والطاعة العمياء دون تفكير أو إرادة ولم يؤمنوا بمفاهيم مغلوطة ليست من صحيح الدين وحرائر مصر لم يسبو شيخ الأزهر حرائر مصر لا يتسلقن أسوار الكليات والجامعات ولا يحملن الشوم والأسلحة والكاتر والمولوتوف بحجة الدفاع عن النفس وحرائر مصر لا يظهرن ملثمات لكي لا يتعرف عليهن أحد. حرائر مصر لا يكونون حركات تخريبية مثل حركة7 الصبح ولا أعرف لماذا لا تكون ظهرا أو عصرا أو ليلا! وهل المقصود بها التخريب والعنف قبل دخول المدارس في الثامنة صباحا؟ وحرائر مصر لا يسمحن لبناتهن الصغيرات المراهقات والقصر بالمشاركة في أمور غير علمية وتعليمية بهدف المكاسب المادية والسياسية حتي لو كان بعضهم يمتلك أفكارا أيديولوجية فلماذا يصدر الآباء والأمهات بناتهم في هذه الحركات التي لم تحدث في تاريخ الفتاة المصرية. إنني أطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأكاديمية الشرطة بالموافقة علي تدريب وتجنيد بعض الفتيات من خريجات الجامعة ممن يرغبن في خدمة مصر بقبولهن طالما أنهن لن يرغبن في الزواج خلال السنوات المقبلة وبذلك يكون لدينا شرطة نسائية وعسكرية أسوة بكثير من دول العالم. يوجهون دعوات عبر صفحاتهم بأن جيش حرائر مصر سيكون جاهزا لتعطيل الاستفتاء علي الدستور ومع زيادة العنف يكتسبون تعاطف الخارج وإنني علي ثقة أن حرائر مصر الحقيقيين سيشاركن بالملايين في الاستفتاء علي دستور مصر. رابط دائم :