يأتي عام2014 علي مصر وهي تودع عاما شهد العديد من الأحداث والمتغيرات غير العادية جعلتها تمر بمنحني يعتبر الأهم في تاريخها المعاصر سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.. ولذلك فإنه ما من مواطن مصري إلا ولديه آمال وتطلعات وطموحات متعلقة بالعام الجديد الذي يأملون أن يحمل لمصر الاستقرار والأمن والأمان والرخاء الاقتصادي الذي طالما انتظره الشعب منذ ثورة25 يناير.. الأهرام المسائي يرصد مظاهر الاستعداد للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية في الشارع المصري.. فما بين محال الهدايا و الورد و الفنادق يتبين وجود ثمة تجهيزات وفرحة بقدوم عام جديد يحمل له الكثيرون العديد من الأمنيات التي تصب جميعها في غد أفضل لمصر المحروسة.. تختلف عادات المواطنين في الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية,فمنهم من لديه طقوس ثابتة ومميزة في تلك الليلة,ومنهم من يعتبر هذا اليوم كبقية الأيام حيث لايشهد أي مظهر من مظاهر الاحتفال, إلا أن الكريسماس وبحكم ماتشهده البلاد من عدم استقرار يأتي علي الجميع بنكهة سياسية هذا العام حيث توحدت دعواتهم بغد أفضل واستقرار للبلاد. في البداية تقول ندي علي, طالبة بالصف الثالث الثانوي, أنها لم تتعود علي الاحتفال بيوم رأس السنة إلا أنها تحرص علي تهنئة زملائها المسيحيين, لافتة إلي أنها تتمني لمصر الاستقرار والتقدم في شتي المجالات الطبية والصناعية والعلمية, بالإضافة إلي محاسبة كل الفاسدين حتي يكونوا عبرة لغيرهم. ويفضل مينا تحتمس الاحتفال بليلة رأس السنة مع زوجته, حيث يفضلان الذهاب لإحدي الحفلات المقامة بأي من الفنادق كنوع من كسر الروتين لافتا إلي أنه يعتبر تلك اليلة من الليالي المميزة التي باتت ترتبط ببعض العادات والطقوس الجميلة مثل الاحتفال وسماع الأغاني والموسيقي والسهر حتي الصباح, كما أنه يسعد كثيرا باستقبال التهاني من قبل أصدقائه المسلمين, راجيا من الله أن يديم علي المصريين نعمة الترابط والمحبة والبعد عن كل ما من شأنه التأثير علي وحدتهم وترابطهم. ويقول محمد أنور, موظف بشركة حكومية, أنه لايهتم كثيرا بالاحتفال بيوم الكريسماس فهو يعتبره يوم عادي كبقية الأيام, إلا أنه يخرج مع أصدقائه حول كورنيش النيل بمنطقةوسط البلد لرؤية لمظاهر الاحتفالية بالشوارع,مؤكدا أن الكريسماس يعكس فرحة خاصة لأنه بداية لعام جديد يحمل أمنيات جديدة, لكن لايهتم الكثيرون في مصر بالاحتفال به. أما كارولين طلعت, مدرسة فتقول: إنها تحتفل بالعيد كل عام لأنه عيد مقدس بالنسبة لها, حيث يجتمع كل أفراد الأسرة ويحتفلون سويا بأي من الفنادق أوالنوادي, مشيرة إلي أن مراسم الاحتفال لن تكون مثل السنوات الماضية بسبب الأحداث المضطربة في البلاد, مما يدفعها للاحتفال داخل المنزل مع الأهل بدلا من قضاء العيد في أحد النوادي مثل كل عام, متمنية عاما جديدا خاليا من التوترات والمظاهرات وأعمال العنف التي ترهب المواطنين. من جانبها تري إيمان سمير صاحبة محل أن ليلة رأس السنة خاصة بالأقباط فقط,و أن هناك اختلافا دينيا حول مشروعية الاحتفال بها من قبل المسلمين, مشيرة إلي أنها تفضل الاحتفال برأس السنة الهجرية لذلك لاتقوم بشراء الهدايا الخاصة برأس السنة الميلادية, إلا أن ذلك لايعني تجاهلها للعام الميلادي الجديد وتهنئة الأهل والأصدقاء موضحة أنها تتمني من الله عز وجل أن يحقق الاستقرار للبلاد وأن نشهد عاما جديد هاديء بلا مشكلات أو صراعات. فيما يحتفل أحمد عادل موظف بإحدي الشركات الخاصة, بهذا اليوم مع أسرته حيث يحضر لهم الحلوي بالإضافة إلي شجرة الكريسماس ويقضون ليلة رأس السنة سويا كنوع من الاحتفال المميز الذي يتطلعون إليه كل عام, مؤكدا أن الاحتفال هذا العام سيكون مختلفا بسبب الأجواء غير المستقرة التي تشهدها البلاد قائلا: ماضاقت إلا لما فرجت.. وكل الأزمات هتعدي بإذن الله. أما حازم محمد, سائق بإحدي الشركات السياحية, فيؤكد أن المناسبات في مجملها كانت ذات مذاق مختلف في الماضي, حيث كان المناخ مهيأ للاحتفال والابتهاجة, قائلا:زمان كنا نخرج أنا والشلة إلي أي مكان..وممكن نسهر للصبح عادي الدنيا أمان, مؤكدا أن الوضع الحالي في البلاد لايسمح بذلك في ظل عدم الاستقرار الأمني والسياسي, بالإضافة إلي تدهور الحالة النفسية والمزاجية للمصريين بشكل عام والتي ترجع إلي صعوبة توفير متطلبات الحياة الأساسية, ومن ثم فالكثير يعتبر شراء هدايا الكريسماس نوعا من الرفاهية التي تقتصر علي الطبقات الغنية, مختتما حديثة بأمنية من القلب وهي مصر بغد أفضل يراعي فيها الطبقات الفقيرة التي يمثل اكتفاؤها صمام الأمان لأي مجتمع. رابط دائم :