هو شاب صغير يعيش زمنه الضائع خرج إلي الدنيا لم يجد طريقا صحيحا يسلكه فقد ولد في شرنقة الفقر يطرق أبواب العمل فلا يجد إلا الفتات يساعد به أسرته علي المعيشة. ولكن الأقدار شاءت له ان يعيش مأساة من نوع آخر بعد الثورة تتعالي الأصوات مع دوي طلقات رصاص أحد البلطجية وتنطلق صرخات النساء وصيحات الرجال الحقوا في واحد جاتلو رصاصة نبوية ابني.. ابني.. يصرخ أحد الشباب وهو ينظر إلي شباك شقة أم أحمد الحقي يا خالتي ده أحمد اتعور تهرول نبوية وتسابقها بناتها علي سلم المنزل في طريقهن إلي الشارع حتي وصلن إلي أحمد فوجدته ملقي أرضا وسط بركة من الدماء وقد استقرت إحدي الطلقات في فخذه ولا يستطيع الحراك.. لتسقط الأم مغشيا عليها وتنقسم البنات بين شقيقهن ووالدتهم في حين تجمع الشباب حول المصاب في محاولة لإسعافه بينما أحاطت النسوة من الجيران بأم أحمد لمحاولة إفاقتها.. حتي حضرت سيارة الاسعاف وتم نقل أحمد إلي مستشفي الهلال الأحمر.. ومن هنا بدأت رحلة المتاعب كما يقول أحمد كمال عبدالعال24 سنة حاصل علي دبلوم صنايع ويضيف: مع وصولي للمستشفي بدأ الأطباء في اسعافي ومحاولة السيطرة علي النزيف المستمر لإنقاذ حياتي ولكنهم فشلوا في إخراج الرصاصة من فخذي فقاموا بتحويلي لمستشفي قصر العيني وبعد إجراء الأشعة اللازمة به قرر الأطباء تحويلي لمستشفي معهد ناصر بعد أن ابلغوني بأنني احتاج إلي تدخل جراحي ومثل هذه العمليات الدقيقة تحتاج إلي جهاز خاص متقدم جدا لا يوجد بالقصر العيني.. فذهبت إلي مستشفي دار الشفاء ولم أجد جديدا فقد سمعت الكلام نفسه.. فقررت أسرتي أن تذهب بي لمستشفي قصر العيني الفرنساوي فهو كما نسمع والملام لأحمد كمال عبدالعال أكبر مستشفي في مصر إلا اننا فوجئنابأن هذا الجهاز غير موجود بالمستشفي ولا في مصر كلها وابلغني أطباء الفرنساوي ان علاجي في ألمانيا لأن اجراء الجراحة هنا في مصر فيه خطر علي حياتي.. سألناه ما تشرح لنا الحالة بالضبط فقال: الرصاصة التي أصابتني استقرت في مكان حساس جدا هو شبكة الوتر الرئيسي المغذي للقلب وأي تدخل جراحي بغير هذا الجهاز الدقيق قد يؤدي لحدوث قطع في الوتر ومن ثم الوفاة تقول الأم نبوية متولي السيد التي اصطحبت ابنها المصاب ل الأهرام المسائي أحمد هو اللي باقي لي في الدنيا بعد ما فقدت شقيقه محمد والذي توفي بعد اجرائه جراحة خاطئة علي يد طبيب بأحد المستشفيات.. وتضيف نحن أسرة فقيرة لا نستطيع ان نتحمل مصاريف علاج أحمد خاصة وأن والده كفيف ومصاب بعدة أمراض ويرقد في المنزل طريح الفراش ولا يستطيع العمل.. وأنا صحتي علي قدي ولا نملك من حطام الدنيا سوي الشقة التي نقيم فيها بعطفة محمد صالح من شارع القنطرة بالأزبكية.. وتضيف ابني هذا سيء الحظ لدرجة كبيرة منذ ولادته فلم يكتف القدر بالاصابة التي جعلت رصاصة تستقر في فخذه حتي تدفعه الأقدار للاصابة برصاصة اخري في صدره وتخرج من الجهة الأخري من ظهره في أحداث قسم الأزبكية القريب من منزلنا ولولا رحمة الله لكان قد مات لولا تم نقله إلي المستشفي بسرعة وانقاذه من موت محقق. ابني الآن في حالة صحية سيئة وظروفنا المادية قاسية جدا أناشد الدكتور الببلاوي رئيس الوزراء أن يرأف بحالنا ويقدم لنا المساعدة فابني في حاجة للسفر للخارج للعلاج والبيت كله مهدد بالجوع والضياع. كل ما أحلم به كشك أقف فيه وألتقط منه لقيمات يقمن لأولادي. رابط دائم :