لا أجد تفسيرا لمواقف وتصريحات الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة إلا تعمد تشويه الصورة في مصر وتقديم خدمات جليلة لأعداء الوطن والعمل لصالح طرف مجهول. فالرجل وضعنا في حيرة، فتارة يقول إن حكومته لن تصمت أمام إرهاب الإخوان وأخري يخرج علينا بأنه ليس منطقيا أن يتم وصف الإخوان بأنها جماعة إرهابية وكأنه يري ما يمارسه التنظيم من أعمال قتل لجنود الجيش والشرطة وتخريب المرافق وتدمير الجامعات وتشويه مصر كلها بالداخل والخارج لا علاقة له بالإرهاب وأنه مجرد ترفيه للشعب المصري. وهذا الموقف ربما يفسر تخاذل حكومة الببلاوي في الاقتراب من أموال جماعة أو جمعية الإخوان أو تنفيذ حكم حظرها أو مصادرة أموالها حتي عرفت طريقها إلي خارج البلاد، أو الاقتراب من مخالفات مدارسها ومنعها للسلام الجمهوري وتحية العلم المصري أو التعامل مع شظايا وبقايا وخلايا الإخوان في الوزارات والهيئات والنقابات والحكومة والقصر الجمهوري أو التعامل معها كجماعة إرهابية ربما لحاجة في نفس الببلاوي لا تجد تفسيرها إلا في قلب محمد البرادعي أو في صدر الدكتور مصطفي حجازي الراعي الرسمي للمصالحة مع القتلة أو في شنطة أحمد المسلماني المبرراتي الأكبر لكبائر الحكومة وخطاياها في أحاديث رئيس ترك له ولغيره مهام الرئاسة. وليست تلك المواقف أو هذه التصريحات فحسب، فالببلاوي يخادع ويستعد للاستفتاء بإعلان أن حكومته سترفع الدعم عن الطاقة وكأنه يعيد إلي الأذهان الخطيئة الإخوانية بزيادة الضرائب قبيل الاستفتاء علي الدستور الإخواني، ويحدد موعدا للاستفتاء قبل أن تنتهي لجنة الخمسين من إنهاء معارك النصوص والديباجة وصراع "الكوتة" وهو الذي استعجل قانون التظاهر بحمل سفاح وأخرجه إلي النور بولادة سياسية قيصرية أفقدته أهميته وحولته من جنين ميت في بطن أمه إلي كائن مشوه خارجها لا لشيء إلا لأن حكومته الكريمة لن تنفذ شيئا من نصوص هذا القانون، مثلما فشلت بامتياز في استخدام حالة الطوارئ في الحد من التحرك الإرهابي ضد الوطن والمواطن. وليت حكومة الببلاوي وذيولها وخلاياها ونشطاءها يكتفون بالعمل علي قدم وساق لإشعال موجة جديدة من الثورة ضدهم وضد سياسات ما بعد الإخوان فحسب ولكنهم يبدون وكأنهم علي قلب رجل واحد لهدم وتشويه خارطة طريق ثورة 30 يونيو التي رعاها جيش وطني لصالح ما يزيد علي 35 مليون مصري توحدوا علي رفض إرهاب الإخوان ودولة المرشد ومعارك الخداع باسم الشريعة والشرعية. الأمر المؤسف أن يساورني شك حول قبول الببلاوي ونائبيه زياد بهاء الدين وحسام عيسي وبعض وزرائه القيام بمهام الحكومة الانتقالية لثورة 30 يونيو بدعم وتشجيع نائب الرئيس الهارب، وأن تكون تصرفاتهم وقراراتهم وتصريحاتهم هي التي تحول هذا الشك إلي حقيقة تؤكد أن هؤلاء يضعون مصلحة المواطن تحت أحذية مصالحهم الشخصية التي يشيدونها علي مدي التزامهم بتنفيذ تعليمات مجهول يعمل ضد الوطن. رابط دائم :