هو رمز العزة والكرامة, يداعب الولاء, ويتغني بالانتماء, ويدغدغ المشاعر ويهفو, إلي علا المجد, ويرنو إلي أعماق الوجدان, دفء في برودة الغربة, وأمان في اغتراب السفر, وسكينة عند ثورة الغضب وقوة إيمان بالقضية. هو دليل قصاصي أثر حب الأوطان, وسهم النجاة إلي عشق الأرض وحماية العرض والذود عن الولد والمال, أمام الصفوف قوة, ووسطها حافز وخلفها حذر من التراجع والهزيمة أو قل عدم الفوز, وهو الضوء لمن يبحث الطريق إلي قلب تراب الوطن والتلحف بقوة مشاعره واحتضان سطوته, وهو علامة للصلاح والإصلاح وصلاحية وصدق المشاعر, إذا تحرك هفا له القلب, وإذا ارتفع علت في ألوان طيفه تسابيح وأذكار الإيمان بالوطن والحياة من أجله والموت والشهادة فداء له. لا ملائكة ولا شياطين في الالتفاف حوله ولا ألوان سياسية أو رموز قبائلية تحت ظله ولا يعرف للمدافعين عنه والسائرين في ركب علوه دين إلا حب الوطن في أحمره تتذكر الأعين ثورة ضد العدوان اختلطت دماء تضحياتها لتجعل اللون داكنا, وتحولت خيوطه إلي أوردة للكفاح وشرايين للنضال والجهاد في سبيل الله ثم الوطن, وفي أبيضه نظرة عين صافية إلي مستقبل مشرق لكل واحد من أبناء الوطن. وما بين قوة الأحمر وثورة وصفاء الأبيض وسكينته يشير أسوده إلي عهود ماضية من التخلف يضغط عليها صقر قريش بقوة نسر صلاح الدين الأيوبي وبطولاته ليرتقي بثورته الأحمر ويقيس بالأبيض ولاء مؤكدا, وانتماء كالفريضة, وعشقا لا يقل بالنافلة, وصلاحا كالسنة المؤكدة, وعادة حولها حسن النية إلي عبادة هي لله وحده, وصحتها رهن وضوء بالعرق للوطن, أو تيمم بحب ترابه أو علي نية يتقارب فيها الموت مع الحياة مع الشهادة فداء لرمز العزة والكرامة. يعدل الحاكم أو يستبد فيرفعه عاليا, ويحبه أهل وطنه, أو يكرهونه فيرفعونه رمزا لرضاهم علي حاكم يحبونه, أو ديكتاتور يثورون عليه لخلعه أو عزله, أو حتي طلب بعض الإصلاحات منه, يدين له المؤيد والمعارض والأغلبية والأقلية والظالم والمظلوم والسائل والمسئول, ومن يرتوي ويشبع دون تعب, ومن يختلط عرقه بدمعه ودموعه. يخشع له المصريون كلما شاهدوا اختلاطه بالدماء في هزيمة منكرة, وتخضع له الأفئدة وهو ينتظر الارتفاع من جديد إلي سماء العزة والكرامة, وتنتصر الآذان والعيون والجوارح والأرض والعرض لارتفاعه في السماء عند الانتصار حتي ولو تشرفت ألوانه الثلاثة بدماء من سقط علي الجبهة وهو يرفعه, سواء كان حامله جنديا شهيدا في هزيمة67, أو ضابطا منتصرا في73, أو ثائرا حقا في ثورة يناير أو مناضلا ضد الخداع في30 يونيو2013, أو مصريا اختفت ملامحه وسط الدخان المسيل للدمع والدموع والحرية في أحداث محمد محمود الأولي. ليلة أمس الأول ماتت أشياء كثيرة في مصر باحتراق علمها وسط ميدان التحرير بأيد مصرية, ولا عزاء لمن لم يطلق النار علي من أشعل تلك النيران! رابط دائم :