يستهل المنتخب الأرجنتيني مشواره الخامس عشر بموعد متجدد مع نظيره النيجيري عندما يلاقيه اليوم علي ملعب' ايليس بارك' في جوهانسبورج في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من النسخة التاسعة عشرة لنهائيات كأس العالم. تدخل الأرجنتين الي النهائيات الاولي علي اراضي القارة السمراء وهي من المنتخبات المرشحة للمنافسة علي اللقب العالمي رغم معاناتها في التصفيات الأمريكيةالجنوبية التي تأهلت عنها بشق الانفس بعد خطفها البطاقة الرابعة المباشرة في الرمق الاخير, وهي وقعت في مجموعة' مقبولة' نسبيا لانها تضم اليونان وكوريا الجنوبية الي جانب نيجيريا. تعتبر الارجنتين إحدي القوي الضاربة في عالم كرة القدم وهي من المنتخبات التي حصلت علي شرف التربع علي العرش العالمي مرتين(1978 و1986), لكن الصورة التي ظهرت بها في التصفيات هزت مكانتها بين الكبار وهي تسعي بالتالي الي ان تمحي الانطباع المخيب الذي ظهرت به من خلال الظفر بالنقاط الثلاث لمباراتها مع' النسور الممتازة', امله ان تجدد الفوز علي المنتخب الأفريقي بعد ان تغلبت عليه في مواجهتيهما السابقتين في النهائيات عام1994 في الولاياتالمتحدة(2-1) عندما كانت المجموعة تضم اليونان ايضا, وعام2002 في كوريا الجنوبية واليابان(2-1) عندما ودع المنتخبان المونديال الاسيوي من الدور الاول. استعان منتخب' التانجو' بنجمه الاسطوري السابق دييجو مارادونا للاشراف عليه في مونديال القارة السمراء, الا ان اختبار التصفيات اظهر بان طباع نجم نابولي الايطالي السابق ومهندس فوز بلاده بلقب مونديال1986 قد تلعب دورها السلبي في مشوار' لا البيسيليستي', خصوصا بعد قيامه باستدعاء عشرات اللاعبين منذ تسلمه مهامه ما فتح عليه نيران وسائل الاعلام التي طالبت بتنحيه من منصبه. واستبعد مارادونا عن النهائيات المدافع خافيير زانيتي واستيبان كامبياسو( انتر ميلان الايطالي) واستدعي بعض الاسماء المفاجئة أمثال لاعب الوسط الهجومي سيباستيان بلانكو, والظهير أرييل جارسي المحترفين في الدوري الارجنتيني مع فريقي لانوس وكولون علي التوالي, قبل ان يقصي الاول من اللائحة الاولية, كما ضم المهاجم المخضرم مارتن باليرمو(36 عاما). لا تزال صفوف الأزرق والابيض تعج بأسماء ضخمة أبرزها علي الاطلاق جوهرة برشلونة الاسباني وافضل لاعب في العالم ليونيل ميسي, إلي جانب هداف ريال مدريد جونزالو هيجواين, وهداف اتلتيكو مدريد الاسباني سيرخيو أجويرو' صهر' مارادونا, وكارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي, ودييجو ميليتو هداف انتر ميلان وخافيير ماسكيرانو لاعب وسط ليفربول الانجليزي. لكن اللافت ان الظهور الهائل لهؤلاء اللاعبين مع انديتهم لا ينسحب علي المنتخب الارجنتيني لدرجة وصف فيها تيفيز وجوده مع المنتخب بالكئيب. تبحث الارجنتين عن لقبها الاول منذ1993 عندما أحرزت كوبا أمريكا, وقد تكون طريق التصفيات المؤلمة مدخلا لتحقيق انجازها الثالث في العالم, علي غرار مشوارها في تصفيات1986, علما بانها استهلت التصفيات تحت راية المدرب الفيو باسيلي الذي ترك الساحة لمارادونا بعد الخسارة أمام تشيلي في الجولة العاشرة. وبعد فترة من عدم الاستقرار في تحقيق النتائج, انتظر المنتخب الارجنتيني المباراتين الاخيرتين ليحجز مقعدا له في جنوب افريقيا بفوزه علي البيرو والاوروجواي. حصد منتخب' التانجو'28 نقطة وهو أسوأ رصيد له منذ اعتماد تصفيات المجموعة الموحدة, وقد تلقي خسارة مذلة امام بوليفيا1-6 واخري امام الغريم التقليدي البرازيل للمرة الثانية فقط علي ارضه. يقول مارادونا للاعبيه:' ان التضحية لمدة30 يوما في سبيل تقبيل كأس العالم لا تقاس في حياة الانسان. لعبت في كأس العالم( اربع مرات) وبلغت النهائي مرتين. انجاز كهذا هو بمثابة التحليق في السماء'. من المؤكد ان التعويل الاساسي لمارادونا سيكون علي ميسي المرشح ليكون افضل نجوم العرس الكروي بعد ان فرض نفسه ملك الملاعب الأوروبية دون منازع, وقد رشح نجم برشلونة منتخب بلاده لاحراز اللقب العالمي, مؤكدا في الوقت ذاته انه سيسعي الي تقديم عروض جيدة ضمن المنتخب توازي العروض التي قدمها مع فريقه الاسباني خلال الموسم المنصرم. وقال' بالنسبة لي, الارجنتين مرشحة للفوز باللقب, حتي ولو لم يرشحها اي احد لذلك, وانا اري ان الامر يصب في مصلحتنا'. ووعد ميسي الذي توج هدافا للدوري الاسباني الموسم المنتهي برصيد34 هدفا, بانه سيسعي الي ان يقدم في المونديال ما قدمه مع برشلونة, وقال' املك الكثير من الامل وسأسعي بقوة الي ذلك'. ونفي ميسي الحائز علي جائزة الكرة الذهبية عام2009 ان يكون لعبه مع المنتخب يشكل ضغوضات عليه وقال:' انا معتاد علي الضغوطات, وانا العب مع برشلونة الذي هو واحد من اعرق الفرق في العالم واللعب معه يتطلب دائما الفوز'. وتدخل الارجنتين الي مباراتها مع أبطال أفريقيا عامي1984 و1994 بمعنويات مرتفعة بعد خمسة انتصارات متتالية منذ بداية2010, واخرها في24 الشهر الماضي امام كندا بخماسية نظيفة في مباراة لعب خلالها مارادونا بثلاثة مهاجمين ما سمح له بتحقيق اكبر فوز له مع المنتخب منذ ان استلم مهامه. واشار مارادونا حينها إلي انه قد يلعب بثلاثة مهاجمين في النهائيات, وتأكد هذا الامر في جنوب افريقيا حيث كشف مدافع مارسيليا جابرييل هاينتزه بان منتخب بلاده سيخوض مباراة نيجيريا بثلاثة مدافعين, ما يعني ان مارادونا سيعتمد علي الارجح تشكيلة3-4-3. من المؤكد ان مارادونا يريد ان يحسم المباراة الاولي بشدة لان الفوز سيمهد الطريق امام رجاله لتصدر المجموعة, لكن النيجيريين الذين يشاركون للمرة الرابعة بعد اعوام1994 و1998( الدور ثمن النهائي) و2002( الدور الاول), لن يكونوا لقمة سائغة علي الاطلاق خصوصا انهم يملكون مدربا محنكا وهو السويدي لارس لاجرباك الذي قاد بلاده الي نهائيات كأس اوروبا اعوام2000 و2004 و2008 ومونديالي2002 و2006. وعلق المدرب السويدي علي ما ينتظره في مغامرته المونديالية الثالثة قائلا' نملك فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة جيدة في كأس العالم. اعتقد فعلا اننا نملك فرصة واقعية للذهاب بعيدا'. ويتحضر نجم الهجوم المخضرم نوانكو كانو لمشاركته الثالثة في النهائيات, وقد علق اللاعب الافريقي الاكثر فوزا بالالقاب علي هذه المسألة قائلا' هذا حلم كل لاعب ان يلعب في جنوب افريقيا وان يكون جزءا من حدث تاريخي من هذا النوع. بالنسبة لي, اريد ان اسجل الاهداف واذا نجحت في تحقيق هذا الامر فسنحقق نتيجة جيدة'. صحيح ان' النسور الممتازة' التي ستفتقد لاعب وسط تشلسي جون اوبي ميكل بسبب الاصابة, لم تعد من كبار الكرة المستديرة علي الساحتين الافريقية والدولية, الا انها تملك فرصة التأهل الي الدور الثاني, لانها تملك لاعبين مميزين مثل المدافعين جوزف يوبو وتايي تايو, وكانو وكالو اوتشي في الوسط, واوبافيمي مارتنز وفيكتور اوبينا وياكوبو اييجبيني في الهجوم.