ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه بعدما يقرب من ثلاث سنوات من الاضطراب السياسي منذ سقوط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فإن صعود رجل عسكري لسدة الحكم في مصر فكرة مطمئنة لكثير من المصريين حيث رصدت الصحيفة الزخم المتزايد علي الحملة غير الرسمية لترشيح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي, حيث أكد المنظمون للحملة أن أكثر من9 ملايين مصري أي أكثر من10% من سكان مصر وقعت بالفعل علي الوثيقة. وأوضحت الصحيفة أن انتصار السيسي في الانتخابات الرئاسية المتوقعة بحلول الربيع المقبل يعني أن مصر سوف تستعيد الحكم العسكري التي كانت بدايته منذ تولي جمال عبدالناصر عام1952 مرورا بالسادات ووصولا إلي مبارك, مشيرة إلي أن هناك هوس اجتاح طوائف الشعب المصري لتذكر نمط الرؤساء الأقوياء حيث يري المصريون في السيسي نموذجا لعبد الناصر الذي جلب الكرامة مرة أخري إلي مصر وكان واقفا ضد القوي الاستعمارية وضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل وفقا لسامر شحاتة المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية أوكلاهوما. وأضافت الصحيفة أن المصريين يرون الأمل في عظمة المصري الجديد الذي يعيد الكرامة للشعب تماما مثل عبدالناصر خاصة بعد تحدي السيسي قرارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الفترة الأخيرة وعدم رضوخه للتهديدات الأمريكية بقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية عن البلاد وأبرزت الصحيفة أن مؤيدي السيسي يرون أنه لن يواجه أي منافسة حقيقية في الانتخابات إذا قرر خوضها متوقعين حصوله علي أكثر من90% من الأصوات مؤكدة أن السيسي يحظي بشعبية هائلة في مصر التي تتوق علي نحو متزايد إلي الاستقرار والقوة والقيم الديمقراطية والنهوض بالحالة الاقتصادية, فأنصار السيسي ينظرون إليه باعتباره المنقذ للبلاد من تجربتها الفاشلة ووضعها مرة أخري علي المسار الصحيح. ومن جانبها, رأت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أن تداعيات القرار الأمريكي بقطع المساعدات لتقويض السيسي ذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن التأثير يبدو محدودا وعلي الوضع المالي الخارجي لمصر, مؤكدة أنه لا يؤثر كثيرا علي وضع الدين المحلي, مضيفة أنه في تجاهل لافت للقرار الأمريكي قفزت البورصة المصرية بشكل واضح مسجلة أعلي مستوياتها منذ سبتمبر2012 حيث يؤكد المراقبون أن كثيرا من المستثمرين يعتقدون أن المعونات الخليجية هي العامل الرئيسي لتعافي الاقتصاد المصري وليس المساعدات الأمريكية. وفي سياق متصل ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن النهوض بالاقتصاد المصري من الأمور المهمة للأمن القومي للولايات المتحدة حيث واجهت مصر حالة عدم اليقين بشأن مستقبلها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد أن قللت حالات العنف بسبب ممارسات الإخوان غير المسئولة الآمال في انتعاش اقتصادي, وأكد محلل الأمن القومي لفوكس نيوز كيهتي مكفارلاند إنه وفقا للبنك الدولي ظل نمو الاقتصاد المصري ضعيفا في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع العجز المالي إلي ما يقرب من100% من الناتج المحلي الإجمالي لأن الاقتصاد في حالة يرثي لها منذ عامين وكان من الصعب بالنسبة للاقتصاد والشركات تحقيق النمو خلال نظام مرسي, مشيرا إلي أنه في ظل الرقابة وعودة القانون والنظام سوف تتحرك الأمور إلي الأمام. وحذرت الشبكة من أن تعليق المساعدات كطريقة للضغط علي السيسي يخاطر بتدمير العلاقات الأمريكية مع المؤسسة العسكرية المصرية التي تعد حجر الزاوية للاستراتيجية الأمريكي في الشرق الأوسط منذ معاهدة كامب ديفيد, مشيرة إلي أن احتمالات قطع المعونة تثير قلقا في إسرائيل التي تخشي من أن يعزز عدم الاستقرار في شبه جزيرة سيناء من إمداد حركة حماس بالصواريخ والأسلحة وبينما رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلية التعليق بشكل مباشر علي القرار أبدي وزير الدفاع الإسرائيلي جلعاد أردان انزعاجه من الطريقةالتي يمكن أن تفسر بها مثل هذه القرارات في مصر, ومن خطر العواقب علي العلاقات مع إسرائيل, بينما قال وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر إن الغريب في هذه العملية أن الأمريكيين يعملون عن غير قصد ضد مصلحتهم. رابط دائم :