تحت شعار اللي يشوف مصائب الناس تهون عليه بلوته كانت جولة الأهرام المسائي وسط مجموعة من محدودي الدخل ممن يقعون تحت خط الفقر, والذين يتجرعون مرارة الحياة وذل المعيشة مع انخفاض الدخل الشهير لهذه الاسر الفقيرة والمكونة من اكثر من5 افراد دون وجود مصدر رزق ثابت لهم, ستجد ان الوجبة المكونة من الخضراوات هي اقصي آمالهم, اما بالنسبة للحوم فإنها مجرد حلم صعب المنال لايقربه منهم سوي من يتذكره أهل الخير في المناسبات. وفي منزل اشبه مايكون بعشة صغيرة خرجت فاطمة حسين, وهي سيدة يبدو علي ملامحها الاسي لتتحدث التجاعيد التي تملأ وجهها عما تعانيه من بؤس وشقاء, لتصف لنا ماتعانيه من مر الحياة حيث انها مصابة بجلطة أدت الي وجود شلل جزئي بأحد اطرافها, موضحة انها تعيش علي معونات اهل الخير وليس لديها امكانية لشراء لحوم الاضاحي خاصة مع ارتفاع اسعارها بشكل كبير هذا العام. وفي هذه الحياة غير الآدمية لبعض المواطنين تتساءل لطيفة عبد الفتاح, ربة منزل قائلة: ازاي اقدر اشتري كيلو لحمة ب70 جنيها ودخل اسرتي الشهري400 جنيه مقسمة علي5 أطفال وزوج علي المعاش؟! لافتة الي انها مريضة بالسكر ولاتقدر علي العمل, وان الاسرة بأكملها تعيش علي مبالغ المعاش الذي يتقاضاه زوجها. وبابتسامة يشوبها الحزن تضيف فاطمة محمد, ربة منزل, انها غير قادرة علي شراء لحوم الاضاحي او اللحوم المستوردة, قائلة: الدنيا كلها غليت علينا هنعمل ايه؟ مؤكدة انها تعتمد بشكل اساسي علي مساعدات أهل الخير من الاغنياء عن طريق تبرعات بعض الجمعيات الخيرية. وتبدأ نعمات عطيفي, ربة منزل, حديثها قائلة: اللحمة بتجيلنا من باب الله لكن احنا منقدرش نشتريها لأنها غالية اوي علينا موضحة انها ربة اسرة مكونة من4 ابناء في مراحل التعليم المختلفة وليس لديها اي مصدر رزق ثابت وزوجها متوفي منذ فترة كبيرة, وانهت حديثها بجملةالارزاق دي بتاعة ربنا ومحدش هيموت من الجوع. ويحكي علي احمد, عاطل, قصته حيث انه كان يعمل بإحدي الشركات قبل قيام ثورة يناير وعند قيام الثورة قامت الشركة بخفض اعداد العاملين لديها, وكان هو أحد هؤلاء الذين تم الاستغناء عنهم ومنذ ذلك الحين ليس لديه اي مصدر رزق ثابت وهو رب لأسرة مكونة من زوجة و3ابناء, وبالتالي فهو غير قادر علي شراء لحوم العيد نتيجة لارتفاع اسعارها, أو حتي مجرد الاحتفال بقدوم عيد الاضحي المبارك. وبجرأة غير معهودة قالت جيهان حمدي,ربة منزل, احنا بنستني الشحاتة كل سنة من الاغنياء وفي ظل هذه الجملة الصادمة استكملت حديثها بان اسعار اللحوم في زيادة مستمرة كل عام, وذلك في ظل تزايد اعداد الاسر التي لاتملك لنفسها مجرد شراء متطلباتها الرئيسية في الحياة, وانهت حديثها بعبارتها المؤلمة اللحمة بالنسبة لنا فرج كبير اوي من عند ربنا. وبنبرات هادئة يغلب عليها الحزن وأوضحت قدارة اسماعيل, وهي سيدة عجوز لاتقوي علي الحركة ان زوجها يعاني من مرض السرطان منذ عدة سنوات وغير قادر علي العمل, قائلة: احنا عندنا اطفال صغيرين نفسنا نفرحهم بالعيد بس ماباليد حيلة ومع هذا العبارة القاتلة تعالت صرخات الاطفال الصغار من حولها مطالبين بأبسط حقوقهم في الحياة وفي الحصول علي كيلو واحد من لحوم الاضاحي. واستانفت مرزوقة السيد, عاملة نظافة بأحد المستشفيات الحكومية, الحديث قائلة. احنا مش قادرين علي مصاريف المدارس ولامصاريف الحياة, واللحمة دي بتبقي مرة في السنة وعايزة جمعية عشان نقدر علي اسعارها موضحة ان لديها3 اطفال في مراحل التعليم المختلفة. وتقول صابرين سعد, ربة منزل انها فرد في اسرة مكونة من5 افراد, وان الوجبه المحتوية علي احد انواع اللحوم يتم تناولها مرتين تقريبا في الشهر, وتكون عبارة عن نصف كيلو فقط من اللحم يتم توزيعه علي افراد الاسرة باكملهم, مشيرة الي انها حتي الآن لاتملك سعر نصف كيلو منها. وبوجه يظهر عليه ملامح الجد في الحديث يسخر إمام علي, سايس سيارات, من حالته الاقتصادية ومن عدم قدرته علي شراء اللحوم من اجل الاحتفال بقدوم عيد الاضحي المبارك قائلا: احنا بندبح خروف كل موسم والخير كتير اوي عندنا! لتشرح زوجته حقيقة الامر وهو انها اسرة مكونة من زوج وزوجة وثلاثة ابناء تعتمد معيشتهم بشكل رئيسي علي مساعدات اهل الخير. وتشير سيدة أحمد, ربة منزل, الي انها تلجأ الي شراء اللحوم المستوردة كبديل عن اللحوم البلدية نظرا لانخفاض أسعارها في ظل التزايد المستمر للحوم البلدية ليسجل الكيلو الواحد65 جنيها, ووصفت حالها قائلة: العيشة كلها غالية علينا والوجبة الواحدة بتتكلف150 جنيها تقريبا. وفي منزل صغير متهالك يتحول جزء صغيرمنه الي محل صغير لبيع الحلوي, تقول سعدية أحمد, ربة منزل, انها لجأت الي شراء كمية من الحلوي للاطفال ووضعتها بأحد أركان منزلها كوسيلة منها لتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل زوجها المريض, وعند سؤالها بشأن امكانية شرائها للحوم العيد اجابت قائلة: انا مش بقدر اشتري الاكل لأولادي ازاي هاقدر علي أسعار اللحوم؟! وعلي احد أرصفة شوارع العاصمة تقطن أسرة صغيرة مكونة من زوج وزوجة وابنة في سن المراهقة وابن من ذوي الاحتياجات الخاصة, ليروي لنا السيد عبد الرازق, بائع متجول, أنه يسكن هذا الرصيف منذ عام2000 منذ ان انهار منزله بأحدي المناطق العشوائية وطالبه الحي بدفع مبلغ500 جنيه من اجل استلام خيمة بمناطق الايواء, واضاف قائلا: انا علي باب الله واللحمة بتوصلي في المناسبات من العربيات الملاكي اللي بتعدي عليا في الشارع وبصعب عليها. وعلي بعد خطوات من هذه الاسرة علي الرصيف ذاته نجد الحاجة فاطمة عبدالعزيز, بائعة مشروبات ساخنة, والتي اوضحت هي الاخري عدم مقدرتها علي شراء اللحوم في ظل الارتفاع المستمر في اسعارها, قائلة: الفرشة دي مصدر رزقي وربنا بيرزقني باللي يعيطني كيلو لحم وعلي الرغم من تدني حالها إلا انها رفضت التصوير نهائيا خوفا علي سمعة مصر اذا تم تداول هذه الصورة علي مواقع التواصل الاجتماعي او بالصحف الاجنبية. وبمنطقة أخري تبتعد كثيرا عن السابقة يقول ممدوح الخضري, ماسح أحذية, ان شراء لحوم الاضاحي هذا العام يتوقف علي حالته الاقتصادية في الايام القليلة المقبلة, مشيرا الي ان المرة الاخيرة التي اشتري اللحم كانت منذ عامين وقام فيها بشراء نصف كيلو فقط من أجل اسرته المكونة من4 افراد ويعبر حسين سيد, استورجي, عن حاله قائلا: الواحد ماشي يكلم نفسه مش عارف يشتري كيلو لحمة للعيال يفرحهم بيه مشيرا الي ان اللحوم المجمدة هي الاخري مرتفعة الاسعار وتتجول آمنة صالح في شوارع القاهرة باحثة عن اي مصدر للرزق يمكنها من خلاله الحصول علي قوات يومها, خاصة ان ابناءها تخلوا عنها منذ عدة سنوات وانها تعيش في غرفة صغيرة بأحد المنازل مع شقيقها في انتظار من يطرق بابها ويمن عليهم بالاموال او المأكولات. ويتمني رمضان ابو الدهب, اعمال حرة, ان تتحسن الاحوال الاقتصادية للدولة حتي يتمكن من الحصول علي الاموال اللازمة لشراء مستلزمات عيد الاضحي من أجل ابنائه, موضحا اسيتاءه الشديد من ارتفاع اسعار اللحوم هذا العام. رابط دائم :