لازالت الإسماعيلية تواجه مشكلة خطيرة تتمثل إهدار الثروة المائية التي تبحث الدولة عن الحفاظ عليها نظرا للتحديات الخارجية المتمثلة في إنشاء سد النهضة بإثيوبيا حيث يعتمد غالبية المزارعين بالمحافظة علي نظام الري بالغمر دون التحول للأسلوب الحديث المتعلق بالتنقيط وهذا التوجه نتج عنه ارتفاع في منسوب المياه الجوفية بالأراضي الزراعية وسط غياب من المسئولين عن الخسائر المالية التي تحدث وحتي نقف علي الحقيقة من مختلف جوانبها التقينا شرائح مختلفة من العاملين في القطاع الزراعي وخرجنا بالتحقيق التالي: في البداية يقول عبد الله سلطان مهندس زراعي أن نظام الري المحوري البيفوت يتطلب استخدام الميكنة في جميع عمليات الخدمة والزراعة والحصاد, الأمر الذي يعظم إنتاجية الفدان من وحدة المساحة لذلك يطبق في الأراضي التي تمتلكها الشركات الاستثمارية لكن لابد أن نتطلع لصغار الموزعين الذين يعتمدوا علي الري بالغمر يجب علينا مساعدتهم للتخلص من هذا النظام القديم عن طريق تقديم قروض من البنوك حتي يتثني لهم شراء المعدات الحديثة أو تخصيص ميزانيات مالية للجمعيات الزراعية بهدف تقديم خدماتها للمزارعين برسوم رمزية وهذا التوجه أسهل من ضياع مياه الري دون تحقيق الاستفادة منها. ويضيف محمد عبدالحميد مزارع يسكن في قرية التقدم شرق قناة السويس أنه يوجد قانون لدي وزارة الري بمنع تطبيق نظام الغمر في الأراضي الزراعية التي تقع في محيطنا واللجوء لنظام التنقيط وللأسف هناك من يضرب القانون عرض الحائط خاصة في الثلاثة أعوام الأخيرة ويتبع نظام الغمر الذي أدي لنقص حصص الري في المجاري المائية وهلاك المحاصيل الزراعية والمطلوب ملاحقة المخالفين وتحرير المحاضر اللازمة لهم لأنهم السبب المباشر وراء ظهور ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي كونت برك ومستنقعات في مناطق مستصلحة جديدة. ويشير أحمد السباعي مزارع بقرية أم عزام أن ري الأراضي الزراعية في الوقت الحالي تختلف عن الماضي هناك من يستخدم نظام التنقيط والبيفوت ويحققوا به نجاحات لا بأس بها وهؤلاء هم أصحاب رؤوس المال أما المزارعين البسطاء لا يعرفوا سوي نظام الري بالغمر لأنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم تطبيق الأساليب الحديثة لذلك مشاكل ارتفاع منسوب المياه الجوفية متعددة ولن يتم القضاء عليها إلا باللجوء للري بالتنقيط وفي حالة الاستمرار علي الوضع الراهن هناك خسائر فادحة سوف تلحق بالقطاع الزراعي الذي يعتمد غالبيته علي الأساليب القديمة في مختلف محافظات الجمهورية ونأمل أن تكون هناك ثورة حقيقية في هذا المجال لأننا قادمون علي حرب المياه التي بدأت في منابع النيل مبكرا. ويوضح سالم مصباح مزارع بقرية الرياح أن مشكلتنا تنحصر في الري بالغمر الذي يستهلك حصص مياه مضاعفة نحن في حاجة لها ولابد لوزارة الزراعة والري مجتمعين أن تتبني إقامة مشروع ضخم بطرح نظام الري المحوري البيفوت بالتأجير والذي يصلح للأراضي ذات المساحات الكبيرة والمتوسطة ويحقق نجاحات في استخدامه ولو طبق هذا المشروع علي مستوي الجمهورية خاصة في الأراضي المستصلحة حديثا سوف يوفر علي الدولة مياه الري التي يتم إهدارها ويقضي علي مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية. ويؤكد إبراهيم حمدان مزارع مقيم بقرية الواصفية أن المياه الجوفية تنتشر في الكثير من الأراضي الزراعية ولم نجد لها علاج حتي الآن والمفترض أن يكون بين يدي المسئولين عن الدولة الذين يمتلكوا الفكر والقدرة المالية في إقامة مشروعات تساعدنا علي الاستمرار في مهنتنا التي نفكر جديا في هجرتها لصعوبة زراعة الأرض وذلك بإقامة مصارف مغطاة وتبطين المجاري المائية وتطبيق نظام الري بالتنقيط بدلا من الغمر بشرط توفير المعدات اللازمة له وتدريبنا عليها وقتها سوف تكون الفائدة عامة علي الجميع أبرزها الحفاظ علي حصص المياه المستهلكة بدون تنظيم لها والقضاء علي المياه الجوفية وعودة الأرض لخصوبتها وإنتاجها الوفير. ومن جانبه قال المهندس محمد تميم وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية أن20% من الأراضي الزراعية بالمحافظة تطبق نظم الري الحديث بالمقارنة بمحافظات أخري لا تستخدم هذا الأسلوب علي الإطلاق وتهدر الثروة المائية التي نحن في احتياج شديد لها. وأضاف أن هناك تعليمات لأصحاب الأراضي المستصلحة حديثا بالتمسك بالري بالتنقيط والبعد عن نظام الغمر ومن يخالف ذلك يحرر له المسئولين عن قطاع الري محاضر فورية بالغرامة المالية وأخري تحول للنيابة العامة. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إلي أن الري بالغمر هو جزء من مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية التي لا يوجد بها مصارف مغطاة لذلك يجب العمل علي تطبيق نظام التنقيط وتعميمه علي مستوي جميع المحافظات حتي نضمن تلافي الخسائر المادية التي نتعرض لها في هذا القطاع الحيوي. رابط دائم :