المشاركة السياسية للمرأة لم تعد ترفا. هي مسألة حياة ومستقبل هذه الامة. لم يعد من المقبول ان تجري انتخابات البرلمان بدون ان نري من يمثل المرأة المصرية.. يمثل واقعها وطموحاتها. المرأة تعاني أكثر من الرجل.. المرأة تتحمل الكثير من المسئوليات في المنزل والعمل.. ومن ثم أصبح من العبث ان تقبع هناك في عزلة كأن المجتمع كتب عليها الموت. المجلس القومي للمرأة يبذل جهدا ضخما لتوعية الجميع بما ينبغي أن يكونوا مؤمنين به بالفعل.. لكن ما يحدث في مصر الان بالغ الغرابة. البعض يعارض تخصيص كوتة للمرأة في مجلس الشعب ولا أدري علي أي أساس.. لا العرف ولا الشرع أمر بأن تجلس المرأة لا تشارك في ادارة شئون مجتمعها. مصر التي انتفضت في اوائل القرن العشرين دفاعا عن المرأة زمان الشيخ المجدد الرائد محمد عبدة تعود الان بعد قرن لكي تناقش قضايا مصيرية حسمها المجتمع في حينه. مصر الان تعيد انتاج قضاياها.. تعيد طرح الاسئلة القديمة.. كأن قدا علينا ان نرجع الي الوراء. لقد عقدت الدكتورة فرخندة حسن امينة عام المجلس القومي للمرأة مؤتمرا بالاسماعيلية لمناقشة قضية المشاركة السياسية للمرأة والكوتة في مجلس الشعب. المؤتمر هدف إلي توعية المرأة بدورها السياسي في المجتمع وأهمية وتفعيل المشاركة السياسية في الانتخابات القادمة, ومدي قبول أو رفض المرأة للكوتة, وتم عقد مجموعة من المحاضرات لتعظيم المشاركة السياسية للدكتور جلال البنداري أستاذ القانون الدستوري, كما قدم اللواء عصام جنيدي مدير مركز المعلومات بالمجلس القومي للمرأة محاضرة عن تمثيل المرأة في مجالس الشعب والشوري والأحزاب والمحليات والنقابات خلال الفترة الماضية, ونقاط الضعف والقوة في معالجة الإعلام لقضايا المرأة يقدمها الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة. نأمل ان تستعد المرأة للانتخابات فقد غابت عن الساحة سنوات طويلة. [email protected]