لازالت المواقع الأثرية بالإسماعيلية تواجه مشاكل عديدة نتيجة للإهمال الذي يشمل التعديات عليها وإلقاء مخلفات البناء والقمامة في محيطها والسرقة التي طالتها في غيبة من الأجهزة الرقابية والأمنية إبان أحداث ثورة25 يناير2011 عندما تعرض المخزن المتحفي بالقنطرة شرق للسطو ولم يسترجع من قطعه سوي800 فقط رغم ما يضمه من آثار يرجع تاريخها لعصر الدولة الحديثة واليوناني والروماني لكن حان الوقت أن يتحرك الجميع كلا في موقعه للحفاظ علي الممتلكات التي ورثناها عن أجدادنا وأن يكون هناك تلاحم بين المعنيين بالأمر والمواطنين حتي لا نفاجئ قيام العصابات الدولية الحصول علي أثارنا بطرقها الخاصة وبيعها بالدول الأجنبية بملايين الدولارات. يقول الدكتور محمد عبد السميع رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء أن أهم المواقع الأثرية بالإسماعيلية هي تل المسخوطة يقع في مدينة أبو صوير علي مساحة82 فدانا واسمها ناتج عن ظهور تماثيل أوشبتي وأطلق عليها عمال الحفائر عام1886 أسم المساخيط لكن الحقيقة أن هذه المنطقة هي مدينة بر أتوم مقر عبادة الإله أتوم وتعد المقاطعة رقم8 من مقاطعات الوجه البحري ويوجد بها مخازن بيثوم ومعبد الإله أتوم وتابوت من البازلت وآخر من الألباستر من العصر البطلمي وهو موضوع حاليا في متحف الإسماعيلية. ويضيف أنه هناك منطقة أثرية أخري في جنوب أبو صوير تسمي تل الصحابة والعزبة وبها آثار ترجع لعصور الهكسوس واليوناني والروماني وهناك تل النعايمه والجمالين ويقعان جنوب قرية نفيشة علي بعد7 كيلو مترات وتل العمدة والشقايق في عزبة أبو شامية وهما يقعان علي مجري القناة الفرعونية نكاو وتل الكفرية والصعيدي في قرية أبو خليفة ويعدا من المناطق الأثرية التي ترجع للعصر اليوناني والروماني ويعتقد أنهما من ضمن قلاع تلال دفنه وتل أبو صيفي يبعد عن القنطرة شرق بنحو5 كم و بها قلعة أثرية وهناك أثار حبوة علي بعد10 كم من ذات المكان كان يمر بها فرع النيل أيام العصر الفرعوني. ويشير رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء إلي أنه يوجد في تل الحير بالقنطرة شرق ثلاث قلاع أثرية ترجع للعصور المتأخرة من العصر الفرعوني والبطلمي والروماني أما في تل حسن داود الذي يقع جنوب قرية البعالوة يعد من أقدم المواقع الأثرية بالإسماعيلية وتم الكشف عن هذه المقابر عام1989 وحتي عام1992 وهناك620 مقبرة وتعادل في قدمها مدينة المعادي ومرمدة بني سلامة ونقادة الأولي والثانية والتل الأحمر بالكاب بأسوان. ويوضح أن هناك اتصالا بين تل حسن داود ومدينة عين شمس أقدم مدن الفكر في مصر ومازالت الحفائر مستمرة في هذه المنطقة حيث تم الكشف عن الكثير من القطع الأثرية القديمة من مختلف الأحجار الكريمة ونصف الكريمة وأقراط من الذهب وأواني من المرمر وتل الكوع يقع جنوب مدينة القصاصين الجديدة علي بعد10 كم وجنوب عزبة أم مشاق. ويؤكد أن الإهمال لازال يطل برأسه علي العديد من المناطق الأثرية حتي أن أحد التوابيت المصنوعة من البازلت في تل المسخوطة يقوم الأهالي بوضع القمامة داخلة ونحن بدورنا نخاطب المسئولين بمحافظة الإسماعيلية بضرورة تنظيم حملات نظافة مستمرة والتصدي للتعديات علي هذه الأماكن الحيوية التي نأمل أن تجد الرعاية والاهتمام من أبناء المحافظة لاسيما وأنها تاريخية ونادرة. ويستطرد الدكتور محمد عبد السميع قائلا: أنه تم تسليح الخفراء الخصوصيين الذين يعملون في مجال حماية الآثار وذلك من أجل حماية المناطق الأثرية من السرقة بخلاف وضع كاميرات الكترونية للكشف عن أي عملية سطو تحدث وهذا موجود في المخزن المتحفي بالقنطرة شرق الذي كان يضم حوالي5 آلاف قطعة آثار فرعونية ويقع علي مساحة ألف متر مربع. وأبدي رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء أسفه لعمليات النهب التي وقعت بالمخزن المتحفي بالقنطرة شرق خلال الأحداث السياسية في بداية ثورة25 يناير عندما قام اللصوص باقتحامه والسطو علي قطع أثرية منه وقد بذل أبناء هذه المدينة الصامدة جهدا في استعادة جزء من الآثار المنهوبة وتم نقل المهم منها لمخزن المتحف المصري وأخري لمتاحف العريش والسويس حتي تكون في مأمن من العبث فيها وأخطرنا الإنتربول نظرا لتسجيلنا هذه القطع الأثرية وعند إقامة أي مزاد في العالم لو وجد فيها ما يخصنا سيتم استردادها فورا. وعن دور البعثات الأثرية بالإسماعيلية قال الدكتور محمد عبد السميع أن البعثة البولندية أنهت عمالها في تل الرطابي بالقصاصين وسوف تعود إليه في شهر يوليو القادم من جديد للتنقيب عن الآثار وجاري الإعداد لبعثة مصرية لاستكمال الحفائر في منطقة تل دفنة وقد طلبت بعثة إيطالية التنقيب في تل المسخوطة والأمر معروض حاليا علي اللجنة الدائمة للآثار المصرية لإبداء الرأي وأما البعثات الأثرية في القنطرة شرق وشمال سيناء وعددها4 هي تابعة لجامعة السوربون الفرنسية وجينيف السويسرية والأرجنتين وبولندا لم تحضر بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية. وعن دور الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء في بسط الوعي الأثري لأبناء الإسماعيلية قال الدكتور محمد عبد السميع أنه علي استعداد تام لعقد العديد من الندوات والمحاضرات في المدارس والجامعات لتبصير الطلاب بمدي أهمية المواقع الأثرية والتاريخ الذي وضعة أجدادنا المصريون الذي يستحق أن نكون علي وعي تام به.