تواجه المواقع الاثرية بالاسماعيلية مشاكل عديدة لاحصر لها نتيجة الإهمال والسرقة التي طالتها في غيبة من جميع الاجهزة الرقابية رغم ما تحويه المحافظة من آثار نادرة منذ عصر الدولة الحديثة واليوناني والروماني ولابد للحكومة الجديدة أن تضع في أولويات أعمالها الحفاظ علي آثارنا التي تم تهريب الكثير منها خارج البلاد في الاحداث السياسية الاخيرة بعد نهبها. يقول الدكتور محمد عبد السميع مدير عام شرق الدلتا والقناة وسيناء أن من اهم المواقع الاثرية بالاسماعيلية هي تل المسخوطة ويقع في مدينة أبو صوير علي مساحة82 فدانا واسمها ناتج عن ظهور تماثيل أوشبتي وأطلق عليها عمال الحفائر عام1886 اسم المساخيط لكن الحقيقة أن هذه المنطقة هي مدينة بر أتوم مقر عبادة الإله أتوم وتعد المقاطعة رقم8 من مقاطعات الوجه البحري ويوجد بها مخازن بيثوم ومعبد الإله أتوم وتابوت من البازلت وآخر من الألباستر من العصر البطلمي وهو موضوع حاليا في متحف الاسماعيلية. ويضيف أن هناك منطقة أثرية أخري في جنوب أبو صوير تسمي تل الصحابة والعزبة وبها آثار ترجع لعصور الهكسوس واليوناني والروماني وهناك تل النعايمة والجمالين ويقع جنوب قرية نفيشة علي بعد7 كيلو مترات وتل العمدة والشقايق في عزبة أبو شامية وهما يقعان علي مجري القناة الفرعونية نكاو وتل الكفرية والصعيدي وهما في قرية أبو خليفة ويعدان من المناطق الاثرية التي ترجع للعصر اليوناني والروماني ويعتقد أنهما من ضمن قلاع تلال دفنة ويكثر علي السطح بها تكسير الفخار وتل أبو صيفي يبعد عن القنطرة شرق بنحو5 كم به قلعة أثرية وهناك اثار حبوة علي بعد10 كم من ذات المكان كان يمر بها فرع النيل ايام العصر الفرعوني. ويشير مدير عام اثار شرق الدلتا والقناة وسيناء إلي أنه يوجد في تل الحير بالقنطرة شرق ثلاث قلاع اثرية ترجع للعصور المتأخرة من العصر الفرعوني والبطلمي والروماني أما في تل حسن داود الذي يقع جنوب قرية البعالوة فيوجد اقدم المواقع الاثرية في الاسماعيلية ويرجع تاريخه لعصر ما قبل التاريخ وبداية الاسرات وهو عبارة عن مقابر ذات دافنات وتم الكشف عن هذه المقابر منذ عام1989 وحتي عام1992 وهناك620 مقبرة وتعادل في قدمها مدينة المعادي ومرمدة بني سلامة ونقادة الأولي والثانية والتل الاحمر بالكاب بأسوان. ويوضح ان هناك اتصالا بين تل حسن داود ومدينة عين شمس اقدم مدن الفكر في مصر ومازالت الحفائر مستمرة في هذه المنطقة حيث تم الكشف هذا العام عن الكثير من القطع الاثرية القديمة من مختلف الاحجار الكريمة ونصف الكريمة واقراط من الذهب وأوان من المرمر, وتل الكوع يقع جنوب مدينة القصاصين الجديدة علي بعد10 كم وجنوب عزبة أم مشاق. ويؤكد أن الاهمال يطل برأسه علي العديد من المناطق الاثرية حتي أن أحد التوابيت المصنوعة من البازلت في تل المسخوطة يقوم الاهالي بوضع القمامة داخله. ويستطرد الدكتور محمد عبد السميع قائلا أنه تم تسليح الخفراء الخصوصيين الذين يعملون في مجال حماية الاثار بعد أن كانت الشرطة في عهد وزارة الداخلية قبل ثورة25 يناير تمنع حملهم الاسلحة وذلك من أجل حماية المناطق الاثرية من السرقة بخلاف قيامنا بوضع كاميرات الكترونية للكشف عن أي عملية سطو تحدث وهذا موجود في المخزن المتحفي بالقنطرة شرق الذي يوجد به حوالي5 الاف قطعة أثار فرعونية ويقع علي مساحة الف متر مربع واعترف مدير عام آثار شرق الدلتا والقناة وسيناء بأن الاحداث السياسية الاخيرة شهدت نهب800 قطعة اثرية تم إسترداد306 منها عن طريق اللجان الشعبية ورجال القوات المسلحة عندما قام اللصوص بسرقتها من المخزون المتحفي بالقنطرة شرق لكن الشئ الذي قد يريح أعصابنا حتي نستعيد تلك القطع أنها مكررة وليست فريدة من نوعها حيث قمنا بنقل الاثار النادرة لمتاحف العريش والسويس والقاهرة حتي تكون في مأمن عن العبث فيها وفي نفس التوقيت اخطرنا الانتربول نظرا لتسجيلنا القطع الاثرية وعند إقامة أي مزاد في العالم لو وجد فيه ما يخصنا يتم إسترداده فورا. وعن دور البعثات الاثرية في الاسماعيليةوسيناء قال الدكتور محمد عبد السميع البعثة البولندية أنهت أعمالها في تل الرطابي بالقصاصين وسوف تعود اليه في شهر يوليو القادم من جديد للتنقيب عن الاثار وجار الاعداد لبعثة مصرية لاستكمال الحفائر في منطقة تل دفنة أما البعثات الاثرية في منطقة شمال سيناء فعددها4 هي جامعة السربون ودينيف والارجنتين وبولندا لم تحضر بسبب عدم استقرار الاوضاع الامنية.