فرضت الأزمة السورية نفسها علي قمة العشرين التي تستضيفها موسكو غدا فقد طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بأدلة مقنعة باستخدام محتمل للاسلحة الكيميائية في سوريا, لكنه اعتمد نبرة اكثر مهادنة تجاه الغرب عشية استضافته قمة مجموعة العشرين , مع تحذيره من ان موافقة الكونجرس الأمريكي علي ضرب سوريا ستكون بمثابة عدوان. واكد الرئيس الامريكي باراك اوباما انه واثق من الحصول علي تخويل من الكونجرس لتوجيه ضربة لسوريا, ولكنه قال انه لا يريد تكرار اخطاء العراق. كما أشار الرئيس اوباما في ستوكهولم أمس انه لن يكرر الاخطاء التي ارتكبت في العراق. وقال في مؤتمر صحفي في العاصمة السويدية لقد عارضت الحرب في العراق. ولا اريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا علي معلومات استخباراتية خاطئة. واضاف ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يبقي صامتا ازاء ما يجري في سوريا, معربا عن امله في ان يغير بوتين موقفه. في المقابل قالت سوريا انها اتخذت كافة الاجراءات للرد علي اي عدوان, وانها لن تغير موقفها وان اندلعت حرب عالمية ثالثة. وفي موسكو, نقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله امام اعضاء من مجلس حقوق الانسان في الكرملين ان الكونجرس اذا وافق علي الضربة المحتملة فانه سيسمح بعدوان لان كل ما يحدث خارج اطار مجلس الامن الدولي هو عدوان الا اذا كان في حالة الدفاع عن النفس. وقال بوتين اذا كان هناك اثبات علي استخدام اسلحة كيميائية ومن قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل الي مجلس الامن الدولي ويجب ان يكون مقنعا, مضيفا انه في حال وجود هذا الدليل فان روسيا ستكون جاهزة للتحرك باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية. واكد ان هذه الادلة يجب الا تستند الي شائعات او معلومات تم جمعها من اجهزة استخبارات او خلال عمليات تنصت. وتنعقد قمة العشرين في حين يحاول الرئيس الامريكي الذي سيشارك فيها, الحصول علي موافقة الكونجرس وحشد تاييدات اوروبية اخري للتحرك ضد سوريا. وناقش البرلمان الفرنسي أمس من دون تصويت صوابية التدخل المحتمل, ويستمع لعرض من رئيس الوزراء جان مارك ايرولت. من جانبها تتوجه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلي روسيا خلال ساعات للمشاركة في قمة العشرين, وتحدوها آمال محدودة في التوصل لحل للصراع السوري. وأشار شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية أمس إلي تضاؤل فرص حدوث تراجع في الموقف الروسي في الوقت الراهن بشأن الازمة السورية. في الوقت نفسه أكد زايبرت أن بلاده تعتزم بالرغم من ذلك الاستفادة من اي فرصة تتيح التوصل إلي موقف مشترك بشأن سورية داخل مجلس الأمن الدولي. علي صعيد متصل, تصل أول دفعة من اللاجئين السوريين, الذين أعلنت الحكومة الألمانية عن ستقبالهم, الي مدينة هانوفر الاسبوع المقبل. وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أمس أن الوزير هانز بيتر فريدريش سيكون في انتظار المجموعة البالغ عددافرادها نحو110 لاجئين في المطار يوم الأربعاء المقبل الموافق الحادي عشر من سبتمبر الجاري. وقال المتحدث إن غالبية كبيرة من اللاجئين السوريين الي المانيا سيصلون خلال الأسابيع المقبلة علي متن طائرات استأجرتها الحكومة لهذا الغرض. ويذكر أن هناك250 لاجئا سوريا وصلوا إلي ألمانيا علي متن رحلات قاموا بتنظيمها بانفسهم.