رغم انتهاج الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند دخوله الساحة السياسية اسلوبا مختلفا ليبدو كنموذج للتجديد والتغيير إلا أنه قام بتطبيق نفس الطريق الأمريكية التقليدية القديمة في الحكم. من الاعتماد علي العملميات السرية للمخابرات كأساس لسياسته الخارجية إلي كسر وعودة باحترام الحريات الشخصية والخصوصية علي مستوي السياسة الداخلية. ويري روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط إن أوباما قد أصيب بخيبة أمل كبيرة كقائد للولايات المتحدة علي المسرح العالمي, وبينما كان وقفا علي قمة السلطة السياسية في العالم تحول إلي مجرد سياسي عادي مدفوع أيديولوجيا وهو غير مهتم في المخاطرة بإدارته عن طريق التدخل لتغيير مسار الأحداث الإقليمية في الاتجاه الخاطئ والتي أدت إلي مشاكل رئسية مثل الحرب الأهلية في سوريا أو الانهيار الداخلي في العراق والوضع الراهن في مصر. وأوضحت صحيفة ذي إكونوميست البريطانية ان الشارع العربي يكره أوباما بسبب سياسته الداعمة لجماعة الإخوان خاصة في مصر. ومن جانب أخر, فقد أوضح استطلاع لمركز يوجاف أن88% من الشعب الأمريكي لا يعتقدون إن أوباما لديه استراتيجية واضحة تجاه مصر. فيما أكدت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية ان مستقبل العلاقات الأمريكية العربية في تدهور كبير بسبب سياسات أوباما والتي دفعت واشنطن لتغيير لهجتها القائمة علي التخويف والتهديدات إلي لهجة الاسترضاء والاستجداء ولم يعد الرجل الاستثنائي الذي أحبه العرب في بداية ولايته وأصبح العامل الرئيسي وراء فشل وخسارة كل ما قادة أمريكا السابقين وأيضا تضاؤل فهو يحيط نفسه عمدا بهالة الغموض ولم يعد الفارس الذي يمتطي حصان أبيض لإعادة بناء العلاقات بين الغرب والعالم العربي الإسلامي, حيث أكدت مواقفه سياسته الصبيانية والتي أدت إلي الحد من نفوذ أمريكا في جميع انحاء العالم, حيث تجاهل تداعيات انتاج العداء تجاه الولاياتالمتحدة من خلال تشجيعه للعناصر الإرهابية ولكن أيضا لانه يتعامل مع الصين وروسيا بنكهة ساذجة, وقد استشعرت روسيا هذه نكهة مما أتاح للرئيس الروسي فلاديميز بوتين الفرصة واستغلال ضعف الولاياتالمتحدة في عهد أوباما هذا الضعف الذي أعطي الصين الفرصة أيضا للعمل التعاوني وتعزيز العلاقة الاستراتيجية مع روسيا في منطقة لشرق الأوسط وخاصة مصر وروسيا. واضاف التقرير ان أوباما قد ارتكب أخطاء سوف يذكرها التاريخ عندما اختار تأييد الإخوان المسلمين متجاهلا بشكل صارخ تكوين الشعب المصري, حيث اعتقد انه عبقريا عندما حاول استيراد النموذج التركي لمصر وهو الآن يفقد مصداقيته لان ما فعله كان أسوأ استثمار في مستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط. ومن جانبه, رأي ناثان براون المحلل السياسي بمركز مارنيجي للدراسات الأمريكية وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن إن أوباما أخطأ في تقدير الأمور, حيث ان المؤشرات تؤكد أن النظام الجديد الذي ستشهده مصر سيكون ديمقراطيا وأن مصر في طريقها لاستعادة الحياة الطبيعية التي تمكنها من بناء مؤسسات المجتمع بشكل فعال. رابط دائم :