لا تزال الأحداث الراهنة في المشهد السياسي بمصر تثير شهية الصحف العالمية حيث ذكرت شبكة صوت امريكا فويس أوف أمريكا أن روبرت ساتلوف المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط يري أن الإخوان المسلمين في مصر يعتقدون أن لهم أعداء من الخارج ومن الداخل, موضحا أن الإخوان أمام ثلاثة خيارات في الوقت الراهن إما الذهاب تحت الأرض كما فعلت خلال العقود الماضية أو إعادة المحاولة للمشاركة في المشهد السياسي بشكل لائق أو الاستمرار في سلسلة الاجراءات العنيفة التي تمارسها ضد الشعب المصري, الأمر الذي سيهدد استقرار المنطقة بأكملها. وأوضح ساتلوف أن الفوضي في القاهرة تأتي في وقت حرج للغاية متزامنا مع حرب أهلية في سوريا وسيكون هناك أطروحة قضيتين إقليمتين هما المسار في مصر وسوريا وهي القضايا التي ستحدد شكل الأحداث الإقليمية في المنطقة. فيما رأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن ما تقوم به واشنطن الآن تجاه الوضع في مصر كالمثل القائل الطريق إلي الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة حيث يتجلي هذا في موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائه تجاه الإخوان المسلمين رغم العنف الذي تتبعه عناصرها ويعصف بكيان مصر ويدخلها في دوامة لا تنتهي من الثورة والحرب الأهلية خاصة ان مصر تفتقد للمؤسسات الاقتصادية والتعليمية والمدنية والسياسية في الوقت الحالي بعد محاصرتها من قبل الجماعة. وأوضحت الصحيفة أنه في العالم الحديث, لا يمكن لأمة أن تقفز ببساطة من الدكتاتورية إلي الديمقراطية في خطوة عاطفية واحدة مهما تكن جريئة فالطريق إلي الديمقراطية اليوم يتطلب الإصلاح التدريجي للمؤسسات بطريقة لا تدمر قدرة الأمة للحفاظ علي نفسها وهذا من شأنه أن يمنع العناصر المتطرفة من اختطاف العملية الديمقراطية, مشيرة إلي أن مصر يجب أن تقوم بتعزيز وتطوير البنية التحتية للاقتصاد وتحسين التعليم وإبطال تأثير المتعصبين وإصلاح المؤسسات السياسية تدريجيا لتكون أكثر ديمقراطية وهي لن تحصل علي الديمقراطية وما يتبعها من تطوير ورخاء بين عشية وضحاها وبالتأكيد لن تحصل عليه من خلال استعراض ثورة بعد ثورة. ومن جانبها, رأت سينثيا شنايدر أستاذة في الممارسة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون وسفيرة الولاياتالمتحدة السابقة لدي هولندا في مقالها بشبكة سي إن إن الأمريكية أن الانقسامات العميقة في مصر تنعكس داخل كل اسرة في جميع أنحاء مصر حيث إن الإخوان حاولوا تغيير الهوية المصرية وأن الشعب الآن يختار الأمن القومي علي اي مبادئ أخري. رأي جيريجوري أفتانديليان المحلل بمركز السياسة الوطنية أن دعم السعودية لمصر وحكومتها ضربة قوية للإدارة الأمريكية المتخبطة والتي تشعر باليأس الآن حيال تهدئة الوضع وخاصة أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم ولن يرضخ للضغوط الأمريكية التي كان يرضخ لها قادة مصر السابقين وان صوت الأمن القومي لمصر بالنسبة للسيسي يعلو فوق اي صوت آخر وهذا ما أكده التاريخ دائما حيث خسرت جماعة الإخوان المسلمين العديد عند مواجهاتها للجيش المصري كما حدث في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. ورأي تشارلز كوبكان عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن الاضطراب السياسي وأحداث العنف في مصر يتطلبان تصحيحا للمسار الأمريكي تجاه مصر ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل والبدء في التعاون مع الحكومة المؤقتة بمصر وأن تمسك واشنطن بصناديق الانتخاب وما افرزته من نظام تمثل في الرئيس المعزول محمد مرسي كان نظاما مختلا واوصل مصر لشفا الانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, موضحا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ما يجب أن يقوم به أوباما في الوقت الحالي هو تشجيع النهوض في المجالات المختلفة للدولة والقضاء علي الإرهاب وخاصة في سيناء.