من الإنارة الي الإثارة انجرفت قناة الجزيرة في طرق التضليل, وإخفاء الحقائق لتقدم نموذجا سيئا لاعلام التدمير, واشعال الفتن, في وطن لم يكن يوما الا حاضنا لامته مدافعا عن عروبتها, داعما لارادتها, مساندا لاستقلال قرارها منحازا لحريتها, فإذا بدويلة قطر تتنكر لمصر الكبري, وتسخر قناتها لضرب الامن القومي المصري, وإشعال نار الفتنة في البلاد دون وازع من ضمير اعلامي, اودافع من دين اسلامي يحض علي وأد الفتن, والعمل علي اظهار الحقائق دون زيف او تزييف. قناة الفتنة ظهرت علي حقيقتها, وكشفت عن نيات من يمولونها في تغطيتها للأحداث الجارية في مصر, إذ تشتم وانت تتابعها رائحة الغدر, وترقب اشارات المكر, وتشاهد صور الخداع وتسمع احاديث الخيانة لهذا الوطن, وكأن مصر صارت مستعمرة, ومستهدفة من اولئك المتآمرين الطامعين الذين يسعون للنيل من إرادة هذا الشعب. مع سبق الاصرار والترصد ارتكبت قناة الجزيرة ابشع الجرائم الاعلامية, وخرقت كل المواثيق والاعراف الدولية, عبر سلسلة من الجرائم المتتالية في تغطية الاحداث, إذ انها تخلت عن الموضوعية الاعلامية وانحازت الي جماعة الإخوان بشكل سافر, وسخرت كاميراتها لنقل وجهات نظرهم, وتجاهلت جرائمهم في حرق المباني والمنشآت, وقتل الأبرياء, بل قامت بنشر صور غير حقيقية, واخبار عن أحداث مختلقة بينما غابت عن شاشتها صور التخريب, والأعمال الإرهابية التي يمارسها ميليشيات الإخوان في المحافظات, علاوة علي انها فتحت القناة لأشخاص بعينهم لنشر الفتنة وتأجيج حالة الاحتقان, وإشعال الأزمة, ولعل هذا التناول الإعلامي المنحرف يتعارض مع ابسط قواعد الاعلام في العالم, ويتنافي مع الأطر والقوانين المنظمة لحرية الاعلام. وإذا كانت الحكومة المصرية بصدد مراجعة الموقف القانوني لهذه القناة في ضوء هذه الخروقات فان ذلك لا يعني المساس بحرية الاعلام في مصر التي هي مصانة دستوريا بل هي من مكاسب ثورة25 يناير ولا يمكن الرجوع عنها, ولكن رغم تأكيد هذا الحق فإن الحرية الإعلامية لا تعني التضليل واشعال الفتنة, في المجتمع كما تفعل قناة الجزيرة التي تحولت الي أداة هدم, وسلاح تخريب, في ايدي الجماعات الارهابية التي اتخذتها وسيلة لضرب الامن القومي المصري لا تقل خطورة عن القنابل والاسلحة التي يطلقونها علي المصريين. حفظ الله مصر من كل سوء