فور دخول منطقة درب البرابرة( سوق النجف) بمنطقة العتبة, يفاجأ المشترون بانزواء النجف الكريستال المصري خلف النجف الصيني متعدد الألوان والأشكال. هذا ما يؤكده الباعة في المنطقة بعد أن تحول نشاط أغلبهم لاستيراد النجف الصيني بدلا من تصنيعه, وهذا ما يؤكده أحمد حماد قائلا: النجف المصري الله يرحمه, وأنا أعمل الآن في استيراد النجف الصيني بعد أن كنا نمتلك مصنعا للنجف. ويضيف: التهم النجف الصيني ما يقارب80% من السوق المصرية, بسبب تنوع أشكاله, وانخفاض سعره مقارنة بالنجف المصري. أغلق حماد مصنعه بعد أن تكاثفت عليه الضرائب ومصروفات العمالة, فضلا عن نقص الخامات والمعدات التي تستطيع أن تخرج نهاية مثالية كتلك التي تكون في النجف الصيني. ويظل التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة النجف من وجهة نظر حماد هو نقص الإبداع, فالمصريون يصنعون النجف بالطريقة نفسها منذ20 عاما, وهذا الكلام ينطبق أيضا علي المصانع الكبيرة مثل كريستال عصفور وقنديل والورش الصغيرة, كل ذلك بغض النظر عن تطور شكل المفروشات والعفش, ناهيك عن مساحات الشقق واحتياجات تغيير نوع الإضاءة إلي اللمبات الموفرة وفقا لرأيه. وتعد أحدث صيحات النجف الصيني إمكانية تشغيلها بالريموت كنترول, والنجفة ذات الشاحن الكهربائي التي تعمل في حالة انقطاع التيار الكهربائي, وتتنوع أشكال الإضاءة في النجف الصيني بين لمبات اليد( الصغيرة) ولمبات موفرة, واللمبات الباردة التي تحتفظ بدرجة حرارة عادية أثناء تشغيلها. فيما تكتفي النجفة المصرية بنوع إضاءة واحد, وهي اللمبة( البلحة) والتي يوجد منها نوع واحد موفر للكهرباء. إبراهيم عبد السلام هو أحد عمال تركيب النجف, والذي يؤكد أن النجف المصري من حيث الفخامة والقيمة أفضل من النجف الصيني لكنه أعلي سعرا, وأصعب في التركيب. إذ يصنع النجف المصري من النحاس ويتم طلاؤه بالذهب أحيانا أو بالنيكل كروم في حالة اللون الفضي وهو لون أكثر ندرة في النجف المصري, لهذا يتمسك علي فوزي أنور وأخوه إسلام ببيع النجف المصري الذهبي التقليدي, قائلين أنهما لا يتعاملان إلا مع المصانع الكبيرة, مؤكدين أن النجف المصري به موديلات ملائمة لإمكانيات المصريين. يضيف علي أن نسبة الرصاص في الكريستال المصري أعلي كثيرا من الصيني وهو ما يجعله أكثر بريقا وقيمة. وتتميز النجفة المصرية حسب علي بإمكانية تلميعها وتجديدها, أما النجف الصيني فعمره الافتراضي لا يزيد علي العامين, لأنه مصنوع من المعدن المطلي نيكل كروم. غير أن الأخوين فوزي مضطران لإدخال بعض قطع النجف الصيني إلي محلهما لأن السوق عايز كده.