تعاني منطقة الشرق الأدنى و شمال أفريقيا من تصاعد حاد وغير مسبوق لشح المياه، فمصادر المياه العذبة في المنطقة هي الأقل في العالم. وتؤكد بيانات الفاو أن توفر المياه العذبة في المنطقة قد انخفض بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاماً الماضية ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 50 % أخرى بحلول عام 2050 إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن. ويناقش المؤتمر الإقليمي الثالث والثلاثون لمنظمة الأغذية والزراعة لمنطقة الشرق الأدنى الذي سيعقد في روما في الفترة من 9-13 مايو الجاري خطط العمل لمواجهة ندرة المياه خلال الفترة 2016 – 2017، والتي ستركز على زيادة الدعم للتخطيط الاستراتيجي والسياسات الاستراتيجية، وبناء القدرات في مجال محاسبة المياه والرقابة على إنتاجية المياه وإدارة الجفاف وحوكمة المياه الجوفية. كما سيناقش المؤتمر زيادة الدعم للابتكار في إدارة المياه عن طريق تطوير الزراعة المائية (خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي( وتربية الأحياء المائية في النظم البيئية القاحلة، وخاصة في الجزائر ومصر، وتبني محاصيل تتحمل الجفاف (مثل الكينوا) بالإضافة إلى دعم تبني واستخدام الطاقة الشمسية على نطاق واسع لأغراض الري في مصر والأردن ولبنان وسوريا، كما ستضع الفاو وشركاؤها سيناريوهات حول التغير المناخي على مستوى المنطقة وتدعم الإدارة المستدامة للمياه الزراعية وكذلك نظام معلومات حول التربة على مستوى المنطقة، إلى جانب تقوية عملية وضع المعايير والرقابة والتقييم. وقد تمت صياغة المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه لمساعدة دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على إدارة مياهها الزراعية بشكل مستدام وفي نفس الوقت تحسين الأمن الغذائي وحالة التغذية. والهدف من المبادرة هو تعزيز السياسات والاستثمارات والحوكمة والممارسات الفضلى من أجل زيادة إنتاجية الأراضي والمياه بشكل مستدام، وتوفير الأدوات من أجل التخطيط الإستراتيجي للتخصيص الأمثل والمستدام للموارد المائية النادرة، وتطبيق إستراتيجية تعاونية إقليمية من أجل أجندة لإصلاح قطاع المياه. وتعالج المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه مشكلات إقليمية أساسية تتعلق بندرة المياه والاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية والمخاطر المتزايدة للتغير المناخي والإدارة الفعالة لمخاطر الكوارث بما في ذلك الجفاف وضرورة تحقيق أكبر فائدة من كل قطرة ماء لزيادة دخل المزارعين وتحسين الأمن الغذائي. وتعمل منظمة الفاو لهذا السبب، على ضمان سياسات وبرامج ومشاريع تتناول عدم المساواة بين الجنسين لضمان إدارة أكثر إنصافًا للموارد المائية وفرص تنمية بشرية لكل من النساء والرجال. وتناولت مبادرة ندرة المياه مسائل تتعلق بتقنيات توفير استهلاك المياه ووصول النساء والرجال إلى المياه والأراضي والسيطرة عليها والقروض وخدمات الإرشاد، بالإضافة إلى المشاركة في إدارة المياه.