قال جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن عالم ما بعد 2015 يتطلب اهتماماً خاصاً، ولا أبالغ إن قلت إنه يحتاج إلى التعامل معه بعناية فائقة. وأضاف فى تصريحات صحفية: "نحن في الحقيقة نعيش اليوم في المرحلة التي كنا نخشى الوصول إليها، إذ أصبحت الظروف المناخية المتطرفة تتسبب في مقتل الكثيرين في مناطق العالم، كما أن التغير المناخي أصبح يؤثر على المحاصيل والتربة وعلى مياهنا، ولكن من رحم هذه الظروف المتشائمة، ولدت الفرصة فقد أصبح العالم مستعداً لأن يستمع، وعلينا اغتنام هذه اللحظات والتصرف بالسرعة الممكنة لإشراك الجميع في جهودنا، ودفع الحكومات إلى تحمل مسئولياتها الفردية والجماعية". وأشار إلى أنه لقد عملت منظمة الفاو ولا تزال تعمل مع العديد من الشركاء، الذين يتواجد العديد منهم بيننا ليس فقط من أجل تخفيف تأثيرات التغيّر المناخي، بل كذلك لإرساء الأسس لحلول مستدامة قادرة على الصمود في وجه الصدمات. وأوضح أننا نعلم جميعاً أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه تفاقماً غير مسبوق في ندرة المياة ولهذا السبب وأسباب أخرى عديدة، اختار المجلس الحاكم في منظمة الفاو في تلك المنطقة معالجة مسألة "ندرة المياه" كمبادرة إقليمية، وقاد الجهود العالمية لحشد الموارد لتحقيق أهداف هذه المبادرة الطموحة خاصة وأن معدل توفر المياه العذبة لكل شخص في منطقتنا لا يتجاوز 10 في المائة من المعدل العالمي ونحن نعلم أن مشكلة ندرة المياه تتفاقم وتؤثر فعلياً على الأمن المائي واقتصاد المناطق الريفية و أن التغير المناخي يزيد من هشاشة الموارد الطبيعية في المنطقة، ويفاقم التعرض لمخاطر طبيعية مثل الجفاف والحرارة وزيادة ملوحة المياه. وكشف سيلفا عن أنه في إطار تطبيق مبادرة "ندرة المياه" فإن منظمة الفاو تدعم تطبيق "الإستراتيجية الإقليمية التعاونية حول إدارة المياه الزراعية المستدامة والأمن الغذائي". وتمثل هذه الإستراتيجية إطاراً يساعد الدول على وضع ومواءمة السياسات والحوكمة والاستثمارات والممارسات التي يمكن أن تحسن الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي في المنطقة بشكل مستدام، وفي الوقت ذاته تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وأضاف أن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرها المجتمع الدولي، متداخلة.