أظهرت دراسة حديثة قام بها فريق علمي بجامعة مانشستر البريطانية، أن أغلب الموميات المصرية خالية من مرض السرطان بنسة 99%، وأكدت الدراسة التي أخذت عينات من أنسجة المومياوات الفرعونية أن مرض السرطان حديث ومن صناعة البشر، ولم يكن معروفًا عند المصريين القدماء مثل ذيوعه في عصرنا الحديث. واعتمدت الدراسة على بنك أنسجة المومياوات بجامعة مانشستر، حيث يقوم البنك بمخاطبة الهيئات العلمية والمتاحف لإرسال عينات نسيج من المومياوات المصرية التي في حوزتهم، كما يؤكد الأثري أحمد صالح، المتخصص في علم التحنيط أن البنك يهدف إلى الحصول على عينات نسيج من المومياوات المصرية ماعدا التي في مصر؛ لأن المسئولين عن البنك يعتقدون بأن مصر ربما تخطط لعمل دراسة بنفسها عن المومياوات التي في حوزتها. وخاطب مسئولو البنك في بريطانيا 8000 مؤسسة علمية وتلقوا 2000 رد إيجابي، بإرسال من 1 الي 2 جرام نسيج من المومياء أو خصلة شعر. وأوضح "صالح" في حديثه ل"بوابة الأهرام" أن الفراعنة القدامى عرفوا الأورام بكافة أنواعها، حيث أظهرت البرديات الفرعونية الطبية الكثير من الأورام التي كانت منتشرة، لافتًا أن أكثر الأمراض انتشارًا لدى المصريين كان مرض الأسنان وتساقطها بسبب سوء التغذية، وبخاصة الأطعمة التي كان يتناولها المصري القديم، ومن أهمها الخبز. وأكد أن الدراسة العلمية البريطانية أخذت منحى الإطلاق العلمي وخلو أجساد الفراعنة من أورام السرطان عدا مومياء واحدة تعرضت للدراسة، مشيرًا إلى أن الإطلاق العلمي لايصح، وأنه ربما يظهر في القريب العاجل دراسة علمية تنفي دراسة مانشستر، وذلك لوجود برديات فرعونية تؤكد معرفة المصريين بالأورام بشتى أنواعها. ويضم متحف مانشستر 17 مومياء مصرية آدمية، و22 مومياء حيوانية شكّلت جزءًا من مشروع مانشستر لدراسة المومياء والذي بدأ على يد "مارجريت موراي" عام 1907، واستمر على يد تلميذتها "روزالى ديفيد" منذ عام 1975 م كما يؤكد "صالح" مضيفًا أن المومياوات الآدمية التي يضمها المتحف هي؛ مومياوتان من عصر الدولة الوسطى الأخوين "نخت عنخ" و"خنوم نخت" من عصر الأسرة الثانية عشرة. ومومياوتان من عصر الدولة الحديثة وهما مومياء طفل من الأسرة الثامنة عشرة. ومومياء كاهن "آمون خارى" من الأسرة التاسعة عشرة والتي دخلت المتحف عام 1893 و4 مومياوات لسيدات من عصر الانتقال الثالث، وهن مومياء تاعات من الأقصر أهداها شخص يُدعى "جون مرون" من مقاطعة سوسيكي عام 1948 وكان يخاف منها بسبب الحظ السييء، ومومياء أهداها أحد فريق مانشستر لدراسة المومياوات وهو " كير شاو " عام 1975. ومومياء مداحة الإله "آمون آسرو" التي وصلت المتحف عام 1825م ومداحة الإله "آمون برن باست" بالإضافة ل 9 مومياوات من العصر اليوناني والروماني. وقد دخلت هذة المومياوات التسعة بريطانيا في الأعوام ما بين 1888 – 1933 م، وكل هذه المومياوات من هوارة بالفيوم ويرتبط متحف جامعة مانشستر بالروائية الإنجليزية الشهيرة اميليا ادواردز والتي كتبت أشهر أعمالها على الإطلاق "ألف ميل على النيل" والتي سجلت فيه الرحلة التي قامت بها من الإسكندرية بمصر حتى وادي حلفا شمال السودان في عام 1888 . وأعطى "فلندرز بتري" المتحف مجموعة أثرية كاملة من مقبرة عثر عليها في أسيوط عرفت باسم مقبرة الأخوين، كما أهدى لهم مجموعة هائلة من الآثار التي وجدها في محافظتي الفيوم وبنى سويف. ويؤكد "صالح" أن مشروع مانشستر لدراسة المومياوات بدأ عام 1973 واستمر حتى الآن، لافتًا أن المشروع يمتلك تقنيات عديدة ومتنوعة حيث تم عمل مسح مفصل بالأشعة السينية لكل مومياوات المتحف، ونُفذ هذا المسح وعمل صورة "إكس راي" للمومياوات قبل وبعد فك اللفائف. ودرس الأمراض واستخدم الميكروسكوب الإلكتروني لتحديد الأمراض مثل السل (آسرو) وأيضا الدورة الشريطية (آسرو)، وأمراض الأسنان حيث توصل الفريق العلمي إلى بعض المعلومات عن النظام الغذائي الذي سار عليه أصحاب هذة المومياوات عندما كانوا أحياء. كذلك بقايا الحشرات التي عُثر عليها داخل لفائف المومياوات، وذلك عن طريق الميكروسكوب الإلكتروني، بل قام فريق المشروع عمل تحنيط تجريبي على الفئران للتأكد من طرق التحنيط المستخدمة في مصر القديم، وفيما لو كانت معلومات المؤرخ "هيرودوت" سليمة أم لا. كما قامت قوة بوليس مانشستر العظمى بأخذ البصمات لمومياء آسرو، وأعاد الاثري ريتشارد نايف إعادة تركيب شكل وملامح الوجوه وفي عام 1975 قام فريق مانشستر بفك لفائف وتنفيذ التشريح العلمي على المومياء 1770 لأنها كانت مجهولة الهوية بالإضافة إلى دراسات الأشعة التمهيدية . كما فحصوا اللفائف والأربطة بالميكروسكوب واستخدام تقنية التأريخ بكربون 14 لعظام كما تم تأسيس قاعدة معلومات المومياوات الدولية بمانشستر، لاستقبال وتخزين معلومات عن المومياوات المصريات للدارسين والباحثين، وطبقت في هذه المرحلة تقنيات جديدة، وكان أهم تقنية طبقت في المشروع هي المنظار والذي فحص به المومياء آسرو، وقد تم تطبيق علم أمصال الدم على بعض المومياوات.