قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، مستعرضة السيرة الذاتية للشاعر الإنجليزي الكبير ويليم شكسبير، إنه ترك علامة فارقة في تاريخ الأدب العالمي، ولايزال حيًا من خلال أعماله المتعددة والفريدة بوصفه شاعرا وكاتبا ومسرحيا. وأضافت الصبان، خلال احتفالية "نحن وشكسبير" التي تقام بمناسبة مرور 400 عام على رحيله، بالمجلس الأعلى للثقافة، اليوم الأربعاء أنه على المستوى العالمي يتم الاحتفاء هذا الشهر بشكسبير في عدد كبير من بلدان العالم، فهو "كاتب بارز في الثقافة العربية، وبرغم مرور 400 عام على وفاته فلا يزال يؤثر في الفنانين المعاصرين، وتمت ترجمة أعماله إلى عدد كبير من اللغات الأجنبية بمجموع 4281 ترجمة، كما تُقدم مسرحياته بصورة منتظمة على خشبات المسرح في مختلف أنحاء العالم، ويعد شكسبير من النادرين الذين يكتبون الكوميديا والتراجيديا". وأوضحت الصبان: لقد أثر شكسبير تأثيرًا كبيرًا في المسرح المعاصر، فلم يكتب شكسبير المسرحيات التي أثارت الإعجاب في الأدب الغربي فحسب، ولكنه أسهم في تحول في الكتابة المسرحية الإنجليزية فاتحًا المجال أمام إمكانات للابتكار حول الشخصيات والسيكولوجية والحركة واللغة والنوع الأدبي، وساهم شعره في ظهور مسرح شعبي مما ضاعف من أعداد المعجبين بفنه. واستطردت: إذا كان أبناء جيله أظهروا نوعًا من عدم الاكتراث تجاهه، فقد أشاد به نقاد الأدب في القرون التالية. فيما قال الدكتور محمد عناني: إننا نحتفل بالشاعر والكاتب المسرحي ويليم شكسبير، لا بصفته شاعرًا إنجليزيا ولا عالميًا، بل نحتفل به بوصفه جزءا من رأس مالنا الثقافي، فإن لكل أمة مجموعة من الأعراف والتقليد، بعضها لغوي وبعضها غير لغوي، ولكنها تظل ثقافية، وشكّل شكسبير جزءا من هذه الثقافة. وأضاف عناني أنه ترجم 25 مسرحية من أعمال شكسبير، في الفترة من 1964 حتى 2013، ترجم خلالها "روميو وجوليت" ثلاث مرات، مشيرًا إلى أن شكسبير لم يقدم بعد في المشهد العربي، ف"لدينا سنوات كثيرة لكي نقدمه بالصورة التي يجب أن يقدم بها". وأشار عناني إلى أن كثيرا من الشعراء والكتاب العرب ترجموا شكسبير، لكن مع "كثير من الحذف والاختزال والتغيير حتى يتلاءم مسرحه مع الذائقة العربية"، مشيرًا إلى أن أحمد شوقي كتب مسرحياته الشعرية المستلهمة مباشرة من شكسبير رغم ثقافته الفرنسية، فقد "حاكى شكسبير في مذهبة الكلاسيكي". فيما أضاف خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، أن شكسبير ليس مجرد كاتب مسرحي، بل هو "تجربة مسرحية شاملة للعصر الإليزابيثي، وللأشكال المذاهبية المسرحية، تكمن عظمته في قدرته على تحليل النفس الإنسانية ومخاطبة النخب والمثقفين والبسطاء أيضًا"، موضحًا أن "شكسبير تحدث عن الإنسان في كل زمان ومكان". وروى الفنان عزت العلايلي، تجربة سفره إلى إنجلترا وزيارة منزل شكسبير، ومشاهدة مسرحياته التي ألهمته وشكلت وعيا آخر على وعيه، فعاد "مهووسًا" به ومشحونا بالعواطف والدراما، مشيرًا إلى أنه عند عودته عرض على مسرح الحكيم تمثيل مسرحيات شكسبير لكنهم رفضوا، على حد قوله. وأشار العلايلي إلى أن شكسبير استمد كثيرا من الدراما من كليستوفر ماريو، الذي ولد في بلدته نفسها، واقتبس أغلب مسرحياته منه، مضيفًا أن شكسبير شخصية معدومة عند الإنجليز حتى الآن، ويسخرون منه وبخاصة من مسرحيته الشهيرة "هاملت"، بحسب قوله. ورأى الدكتور سامح مهران، أن شكسبير يتميز بأن لديه الوعي المتعدد الجوانب، فهو "كاتب كبير يحتمل التأويل، وقد تناوله العديد من المخرجين المصريين، ولكن نفتقر إلى بعض التجارب الإخراجية الأكثر خبرة في التعامل مع أعماله وتقديمها للجمهور".