بعد مرور عام على إجراء حصر شامل لهم، تمهيدًا لبدء تنفيذ مشروع التطوير فى أبريل الجارى، أكد أهالى "مثلث ماسبيرو" رفضهم للعبة "القط والفأر"، التى يتقنها مسئولومحافظة القاهرة، وحى بولاق أبو العلا التابعين له، لتأخير مشروع التطوير، وافتعال أزمات بين الحين والآخر، لعرقلة كل ما يحقق حلمهم فى بناء عمارات سكنية جديدة وعدم تهجيرهم من المنطقة، وبيعها للمستثمرين. كما قال عدد منهم ل "بوابة الأهرام": "نستغيث برئيس الجمهورية، ونناشده التدخل لتحقيق هذا الحلم الذى طال انتظاره". كان شهر أبريل من العام الماضى، قد شهد عمليات حصر من قبل حى بولاق أبو العلا، لسكان المنطقة من "ملاك ومستأجرين وأصحاب محلات وأراضٍ وغيرهم"، وأجراه الحى على أربع مراحل، واستجاب الأهالى، وقدموا جميع المستندات التى تثبت أو تفيد أنهم من سكان المنطقة وأهمها "بطاقات الرقم القومى وشهادات الميلاد، وإيصال مرافق، وقسيمة زواج وسجل تجارى لأصحاب المحلات". وكان إجراء الحصر، ضمن خطوات أعلنتها محافظة القاهرة، كبداية للبدء في مشروع تنفيذ التطوير، والمفترض تنفيذه أبريل الجارى. ومنذ انتهاء عمليات الحصر، لم تتخذ المحافظة أى إجراء يطمئن الأهالى، سوى عدة اجتماعات، قل عددها منذ خروج ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات من حكومة الدكتور شريف إسماعيل، وبحسب ما ذكره الأهالى ل "بوابة الأهرام"، تعد إسكندر هى المسئول الوحيد الذى كان يثق أهالى المثلث فى وعودها، لأنها كانت صادقة فى تبنيها لمشروع تطوير المنطقة دون تهجيرهم. من جانب آخر، أصبح الأهالى، وبعد مرور عام أيضا على توقيع وثيقة تطوير المنطقة، على يقين تام بأن مشروع إعادة التخطيط "وهمي"، وأن الحكومة، ومحافظة القاهرة تتلاعب بهم، ولن يطوروا "المثلث"، بل ستسلم أرضه للمستثمرين والشركات المالكة بالمنطقة، وهو ما أكده ل "بوابة الأهرام"، (م .ع) من أهالي المثلث، موضحًا أن بعض الأهالي خلال عمليات الحصر التى تمت العام الماضى، قدمت المستندات المطلوبة للحى، لكنها تسلمت إيصالًا مكتوبًا عليه "خطورة داهمة". ولفت إلى أن هذا يعنى العودة إلى قرارات ما قبل ثورة يناير، والتي تعتبر منطقة "مثلث ماسبيرو" منطقة خطورة داهمة، ولابد من نقل الأهالي منها، وتسليم المنطقة لمالكي شركات الأراضي الفضاء بالمثلث، والذين سيقومون بالاستحواذ عليها مع بيع الباقي للمستثمرين، وهو ما يرفضه الأهالي رفضًا تامًا. هذا التخوف، تحقق فى الواقع، فبراير من العام الجارى، حيث شن حى بولاق أبو العلا، أكثر من حملة، لإزالة عدد من المنازل، بحجة الخطورة الداهمة، وأكد وقتها إبراهيم عبدالهادى، رئيس الحى ل "بوابة الأهرام"، خطورتها وأنه لن يتركها تسقط على قاطنيها، حتى لا يكون هو المسئول الأول عن ذلك. فى المقابل، أوضح الأهالى ل"بوابة الأهرام"، أن لديهم تقارير تثبت عدم صحة ذلك، كما أن المنطقة بأكملها محظور التعامل عليها بالبناء أو الهدم أو الإزالة، لأنها مدرجة بقرار من إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق كمنطقة إعادة تخطيط. ولفتوا أيضا إلى أن ما تم من إزالات الأسابيع الماضية، هى تنفيذ لقرارات إزالة صادرة ما قبل ثورة يناير، وهى أيضا وسيلة لتقليل عدد الأهالى بالمنطقة، وإجبارهم على تركها، والانتقال لوحدات محافظة القاهرة بمناطق نائية. من جانب آخر، قال أحد مسئولى محافظة القاهرة، ل"بوابة الأهرام"، إنه لا يستطيع تحديد مصير المنطقة خلال الفترة المقبلة، فى ظل عدم وجود محافظ للقاهرة فى الوقت الحالى، كما أن المنطقة تتداخل فيها أكثر من شركة مالكة. جدير بالذكر أيضا، أن ليلى اسكندر، وزيرة التطوير الحضري والعشوائيات سابقا، قد أكدت في أحد لقاءاتها بالأهالي، أن شهري يونيو ويوليو من عام 2015، ستقوم لجنة تفاوض بالاجتماع بهم، لتحديد رغبة الأهالي في الحصول على تعويض أو سكن بديل داخل أو خارج المثلث، على أن تجرى مسابقة عالمية بعد ذلك في سبتمبر 2015، لاختيار أفضل تصميم للمنطقة، وسيتم البدء في التطوير اعتبارًا من أبريل 2016.