قالت الكاتبة والروائية الدكتورة أمل عفيفي، مؤلفة فيلم "الثمن"، إن قصة العمل مستوحاة من روايتها "ديما"، لكن مع بعض التغيير الطفيف حينما تم عرض القصة ومعالجتها دراميا، مشيرة إلي أنه يختلف قليلا عما جاء في الرواية لأن الفيلم ركز علي خط درامي محدد. وأوضحت في حديثها ل"بوابة الأهرام"، إلي أن قصة الفيلم تدور حول الإرهاب وكيف يمكن أن يتحول شخص إلي إرهابي، كما يناقش الفيلم أيضا كيفية القضاء علي الثالوث المدمر للأمم وهم "الفقر والجهل والمرض"، مشيرة إلي أن القضاء علي هذا الثالوث يمثل واقعا فعليا للقدرة علي القضاء علي الإرهاب. وأضافت أن للحوار ضرورة قصوى للقضاء علي الظواهر السلبية في المجتمع، وليس التعامل معها بعنف، حتى لا يصبح معني الاختلاف القضاء علي من يتعارض معي في الرؤي. فيلم "الثمن" من تأليف أمل عفيفي عن روايتها "ديما"، ومن إخراج هشام عيسوي، وبطولة عمرو يوسف، وصبا مبارك، وصلاح عبد الله وعبد العزيز مخيون، وسهر الصايغ، ومحمود عبد الله ومجدي بدر. تدور أحداث الفيلم حول صفوت الذي يقوم بتكليف مجدي سائق التاكسي الكادح، والذي يواجه ضائقة مالية بمهمة اغتيال المفكر والكاتب الروائي جلال محمود، مقابل مبلغ مادي يساعد في حل مشاكله بدعوى أنه رجل فاسق، فيدخل مجدي في دوامة من الحيرة خاصة مع تدهور حالة زوجته المرضية. بحسب عفيفي، فإن الفيلم حاول أن يبرز دور الدولة في القضاء علي الإرهاب وأسسه وليست ظواهره وحسب، وأن حل هذه الإشكالية الكبرى التي باتت تهدد العالم بأسره لا تأتي من خلال السجن والقمع ولكن من خلال التفاهم والحوار، ومعالجة المشكلة بطرق مختلفة ومعرفة الأسباب التي تدفع هؤلاء للقيام بمثل هذه الأفعال ودوافعهم لذلك، وضرورة تقبل أفكارهم مؤقتا حني يتسنى لنا بناء لغة حوار يسودها التفاهم المشترك. أمل عفيفي كاتبة وروائية حاصلة على شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، ولها العديد من المؤلفات بالإضافة لمشاركتها في العديد من معارض الفن التشكيلي الفردي والجماعي، ولدت بإنجلترا، لكنها قضت معظم سنوات دراستها بمصر، فحصلت على بكالوريوس المحاسبة من جامعة القاهرة ثم ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية، وأخيرا الدكتوراة من جامعة أستون بإنجلترا ولها العديد من الأبحاث والمؤلفات في مجال إدارة الأعمال. بدأت الكاتبة مشوارها في مجال الكتابة الأدبية، بالكتابة للأطفال، فنشرت سلسلتي كتب الأطفال "رحلة الزمان"، "وحكايتنا كلنا"، وفي الفترة بين 2005 و2007، ثم اتجهت للكتابة التاريخية فنشرت كتابها "أيام في حياة محمد علي" والذي أعيد نشره عدة مرات. في سنة 2008 نشرت أمل عفيفي روايتها الأولي "يوم من الأيام" ثم بعد ذلك تدرجت أعمالها واحدة تلو الأخرى مثلى كتابها الساخر"، و"انفلونزا الحمير"، و"نقطة ومن أول السطر"، و"الميراث" واشتركت مع هشام عيسوي في كتابة سيناريو وحوار فيلم "الخروج من القاهرة" وحصل الفيلم على جائزة "إنجاز" من مهرجان دبي 2010 كما حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم غير أوروبي في مهرجان الأفلام الأوروبية المستقلة. في 2015 نشرت أمل عفيفي روايتها الأخيرة بعنوان "ديما" كما أسست وتدير أمل عفيفي مهرجان طيبة للأفلام القصيرة. حول أدب الأطفال قلت "عفيفي"، إنه يحتاج إلي رؤية جديدة وأن يفكر الكاتب في طبيعة المحتوي المقدم للطفل وتحقيق المعادلة الصعبة هي كيف يمكن أن يدفعه علي القراءة وأيضا كيف يصل بالطفل إلي حالة من الثراء الثقافي يفيده في المستقبل، وهي في الأساس رسالة نهدف من خلالها تقديم معلومة إلي جانب القصة ولا ينفي ذلك وجود أعمال للتسلية. أردفت بالقول "إن بيئة الكاتب والنشأة يسهمان بشكل كبير في تشكيل شخصيته، كما أنه يجب أن يتعرف علي كل الناس ومختلف فئات المجتمع للتعرف علي طبيعة حياتهم، ما يسهم في إثراء لغة الكاتب في رصد شخصياته في أعماله". عن رصد بعض الظواهر السلبية في بعض الأحياء الشعبية من خلال عدد من الأفلام التي واجهت نقدا لاذعا ماضي الأيام، قالت إن الكاتب لا يهدف إلي تشويه صورة وسمعة مصر كما يتردد، لكن الهدف يكمن في معالجة هذه المشكلات وليس التنكيل، وطرح مثل هذه الظواهر هي بداية مناقشتها ومعالجتها. أشارت إلي أن كل ألوان الأدب لها هدف مهما قدمت سواء في شكل مغامرة أو كوميديا أو دراما اجتماعية أو سياسية.