فيلم جديد لواحد من المخرجين الشباب انتظر 4 شهور حتي يجد طريقه إلي دور العرض انه فيلم "الثمن" للمخرج هشام عيسوي واحد من فيلمين مثلا مصر في مسابقة "آفاق السينما العربية" بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة إلي جانب فيلم "في يوم" للمخرج كريم شعبان. درس هشام عيسوي السينما في الولاياتالمتحدة وأخرج هناك مجموعة من الأفلام القصيرة إلي جانب فيلم روائي طويل "أمريكا الشرق" وعندما عاد لمصر عام 2011 أخرج فيلم "الخروج من القاهرة" الذي واجه مشكلة مع الرقابة بسبب قصة حب شاب مسلم لفتاة قبطية بطولة محمد رمضان وميرهان حسين ولكن تم عرضه في النهاية عام 2012 دون اهتمام من أحد بسبب أحداث الثورة. وهذا الأسبوع يشاهد الجمهور فيلم "الثمن" ثاني أعمال هشام عيسوي بطولة عمرو يوسف وصلاح عبدالله وصبا مبارك وعبدالعزيز مخيون وسهر الصايغ إنتاج شريف مندور وكتبته أمل عفيفي عن رواية لها بعنوان "ديما".. ويحكي الفيلم عن رجل الأعمال صفوت "صلاح عبدالله" الذي يستغل حاجة سائق التاكسي مجدي للمال "عمرو يوسف" ويدفعه لقتل الكاتب جلال "عبدالعزيز مخيون" لأنه كافر ويستحق القتل. حرص السيناريو أن يبعد شبهة التطرف عن أبطاله رجل الأعمال يعمل لصالح المتطرفين ويمدوه بالمال ولكنه يتزوج سرا من الفتاة السورية ديما "صبا مبارك" التي فرت من سوريا بسبب الحرب الأهلية أما السائق مجدي فإنه يعيش حياته بشكل طبيعي لا علاقة له بالمتطرفين ورغم ذلك نجده يقتنع بكلام رجل الأعمال بضرورة قتل الكافر!! حتي يحصل علي المال اللازم لعلاج زوجته الشابة المريضة "سهر الصايغ". للأسف كل شخصيات الفيلم سطحية وبلا تاريخ واضح للمشاهد لذلك من الممكن ان تفعل أي شيء كما انها شخصيات أحادية الملامح بعيدة عن الشخصيات الدرامية الجذابة وهي نقطة ضعف خطيرة في السيناريو بالاضافة إلي الغياب الكامل لتفاعل الشخصيات مع المجتمع أو البيئة المحيطة بهم لذلك اختار المخرج الاتجاه إلي التصوير في المناطق النائية مثل التجمع الخامس والقاهرة الجديدة وكأن هذا الابتعاد يبرر غياب المجتمع عن أحداث الفيلم. فريق عمل الفيلم يمتلك الحس السينمائي ونجح في تقديم صورة واقعية بسيطة واضحة وتسلسل منطقي للأحداث وايقاع جيد استخدم مدير التصوير كريم الحكيم الكاميرا بأسلوب رصين بعيد عن الادعاء واختارت رشا جودت أفضل أماكن تصوير خارجي وداخلي وكذلك موسيقي تامر كروان الموضوعة بحساب داخل الفيلم. والسؤال الآن: هل يكون اتجاه المخرجين الشباب إلي الروايات أفضل وسيلة للحصول علي سيناريو جيد يعتمد علي أصل أدبي لقد شاهدنا قبل عامين فيلم "الفيل الأزرق" للمخرج مروان حامد المأخوذة عن رواية أحمد مراد ونجح كثيرا علي المستوي الجماهيري فهل هذا النجاح بسبب وجود نجوم شباك مثل كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي أم لوجود مستوي أفضل للإنتاج. لذلك من الضروري توجيه التحية لفريق عمل فيلم "الثمن" الذي توفر فيه الحد الأدني للسينما المستقلة غير الخاضعة لشيء إلا المواصفات القياسية للفيلم من الناحية الفنية التكنولوجية أما من الناحية الفكرية والدرامية فان المخرج هشام عيسوي يستحق المزيد من الفرص القادمة لاثبات وجوده علي الشاشة.