قال الكاتب عادل عصمت، الفائز بجائزوة الدولة التشجيعية في الرواية لهذا العام عن روايته "أيام النوافذ الزرقاء" ": لم أتوقع الفوز بالجائزة على الرغم من تقدمي لها "،وعبر عصمت عن سعادته بالجائزة التي أبلغته "بوابة الاهرام " نبأ حصوله عليها في اتصال تليفوني. وقال " جاءتني الجائزة في وقتها تماما، فقد كنت بحاجة إلى خبر من هذا النوع ليدفعي بي للأمام". صدرت الرواية الفائزة في العام 2009 عن دار شرقيات وسبق لصاحبها أن أصدر عدة روايات منها "الرجل العاري، وحياة مستقرة، هاجس موت وكلها صدرت عن نفس الدار. عادل عصمت من جيل الثمانينيات ويقيم بمدينة طنطا التي تبدو دائما مسرحا لرواياته. يحيل عنوان "أيام النوافذ الزرقاء" مباشرة الي الأيام التي عاشها الجيل الذي تفتح وعيه في سنوات ما بعد هزيمة 1967 وحتي توقيع اتفاقية كامب ديفيد1979، ففي تلك السنوات كان يتم طلاء نوافذ البيوت باللون الازرق حتي لا تكون هدفًا لضربات الطيران الإسرائيلي ومنذ الصفحة الأولي يضعنا الرواي مباشرة في قلب الزمن الروائي مستعيدا الكثير من التحولات التي جرت في أعقاب تلك السنوات ونحن نضع في الاعتبار الدلالات التي يحيل اليها اللون الازرق كمرادف للشجن والحزن الشفاف وهي دلالات تفرض نفسها خلال عملية التلقي. في الصفحات الاولي يخبرنا الرواي عن مكان وجوده في إحدي الامارات الخليجية ويمزج بتوزان محسوب بين زمنين في السرد الأول هو زمن طفولته الانتقالي بين نهاية الستينيات ومنتصف السبعينيات، والذي عاشه في بيت نموذجي من بيوت الطبقة الوسطي في طنطا وهو يواجه أشباح العمي بسبب ضعف بصره، وبين الزمن الثاني الذي هو زمن نضجه الآني حيث يعيش في مدينة بعيدة يسترخي في الهامش الذي صنعه لنفسه ويضع ذاكرته موضع مساءلة بأمل استعادة ما جري واعادة رسم صورة لجدته التي تربي في أحضانها بعد رحيل امه، وبفضل ما يرويه عن خطابات الخال محمود نتعرف علي قيم وملامح وعلامات الزمن الأول الذي يمثله الخال المثقف وداعية التغيير بما تنطوي عليه من مثل وحكايات عن الثورة والوطن والتمرد جعلته لا يزال يحتفي بالرسائل الخطية في زمن البريد الالكتروني، ليواجه بها تحولات الزمن الثاني. نعرف من مسارات السرد كيف انهارت روابط الأسرة وتحللت عمليًا باستشهاد الخال فؤاد في حرب الاستنزاف واستقرار الخال نبيل في المانيا وعيشة محمد وأفراح في كندا في حين ظلت سهام ابنة الخالة سميرة تحاول اعادة رسم صورة الجدة التي لم تعد لها غير الصورة الذهنية التي يكونها كل فرد من أفراد العائلة. من خلال الصورة المهيمنة تبدو الجدة ليست امراة عادية وانما سيدة لها صفات أسطورية مستمدة من طقوسها الموجودة في الرواية، فهي لا تكف عن قراءة الجرائد أو رتق الملابس والجوارب القديمة وبعد موت ابنها كرست حياتها للصمت كأنها بطقسها تعيد غزل الأعمار في مواجهة الموت الذي يفرض هاجسه ويغير الكثير من عادات أهل هذا البيت المجروح كما يصفه، وهي عادات كان من الصعب النيل منها.