دعا السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية إلى أهمية الإسراع بإصلاح ذات البين في العلاقات العربية البينية، باعتبارها المنطلق الأساسي لما سيأتي بعد ذلك، وتنقية أجواء العلاقات العربية وإزالة الغيوم التي تسود أفقها ما بين بعض الدول العربية، والعمل على استعادة المبادرة والفعل للموقف العربي الواحد. وقال في كلمة الجامعة العربية أمام المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية بالقاهرة: إن ذلك يتطلب التحرك الميداني من قيادات الأمة ومن بينهم رؤساء البرلمانات بحكم أنهم، جزء من هذه القيادات بحكم مواقعهم، وذلك مثلما كان يفعل آباؤنا في السابق حيث أنه عندما كانت توجد أزمة يسارع العقلاء لحلها، وتكثيف الزيارات الميدانية، واستعمال الدبلوماسية العامة عبر شخصياتٍ عربية مرموقة أو مجموعة حكماء لإجراء الاتصالات واستكشاف الحلول لمعالجة أزمات عربية معينة ما بين هذه الدولة أو تلك. ودعا بن حلي إلى التشاور حول المسائل التي نريد كعرب وكدول وكمجموعة طرحها جماعيًا، بعيدًا عن إرباك الموقف العربي بطرح مبادرات غير مدروسة أو مواقف غير ناضجة وليس بشكلٍ تلقائي وبدون تحضير، والعمل على إرساء أساليب وأطر توائم ما بين المصالح الوطنية لكل دولة والمصالح الجماعية المشتركة، وإزالة الشكوك وهى أحد النقاط السوداء وعدم الثقة التي تطرأ في السماء العربية من حينٍ لآخر، وعدم السماح للاختلاف في الرأي أن يتحول إلى خلافات تسئ للعلاقات العربية وتنعكس سلباً على المواطن العربي. وشدد بن حلى على أهمية إبقاء القضية الفلسطينية مهما كانت المشاكل والأزمات، رأس الأولويات العربية، وفى دائرة الاهتمام الدولي، بخاصةً بعد أن فشلت جميع المساعي والمبادرات بما فيها المبادرة العربية لإيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ودخلت القضية حالة الجمود بسبب اختلال المعادلة مع قوة الاحتلال الإسرائيلي المحصنة ضد أي محاسبة أو عقاب من المجتمع الدولي، وأيضًا بسبب الوضع الفلسطيني والعربي. وأشار إلى أن ذلك يتطلب أفكارا خلاقة ومقاربات جديدة لكسر هذه المعادلة المختلة، وبدون شك تمثل البرلمانات العربية روافد هامة للدبلوماسية العربية في تحريك هذا الواقع لنصرة القضية الفلسطينية، وتوفير سبل الدعم الكافيلصمود الشعب الفلسطيني. وطالب نائب الأمين العام للجامعة باستعادة زمام المبادرة في معالجة الأزمات الحادة التي تعانى منها عدد من الدول العربية مثل ما هو جارٍ في كلٍ من سورية واليمن وليبيا والصومال، والمهددة فى وحدتها وكياناتها، والعمل على وقف النزيف في الجروح المفتوحة في الجسم العربي من خلال وضع هذه الأزمات على طريق الحل في الإطار العربي أساساً، مع الاستفادة من الدعم الدولي، كعامل مساعد للجهود العربية.