آثرت أحداث رأس السنة فى كولونيا سلبا على صورة اللاجئين لدى الرأى العام الألمانى، حيث أكد أحدث استطلاع للرأى نشرت نتائجه اليوم محطة إيه آر دى التلفزيونية الألمانية أن 51% من الألمان أصبحوا متخوفين من اللاجئين فى بلادهم ومتشككين فى قدرة حكومة المستشارة ميركل على استيعابهم من دون مشكلات. فيما تواصلت جلسات البرلمان الألمانى – بوندستاج – لمناقشة أزمة اللاجئين وسبل مواجهتها تشريعيا. وعكست نتائج الاستطلاع الانقسام والتباين الشديدين لدى المجتمع الألمانى فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين، حيث كشف 48 % من الألمان عن تخوفاتهم منهم، فيما قال 50 % إنهم غير متخوفين من اللاجئين، ولكن 45 % من المشاركين في الاستطلاع أكدوا أن اللاجئين أكثر إثراء للحياة في ألمانيا. وتم إجراء الاستطلاع على عينة من 500 فرد تمثل كل فئات المجتمع الألمانى العمرية والجغرافية والمهنية عبر الهاتف يومي 12 و13 يناير الحالى. وفى البرلمان الألمانى أصبح من المؤكد الموافقة بأغلبية كبيرة لإقرار مشروع قانون لإصدار بطاقات هوية خاصة باللاجئين الذين يتم قبولهم، وسيتم ربط معلومات البطاقة والتى تتضمن كل التفاصيل عن اللاجئ بقاعدة بيانات مركزية لدى الجهات الآمنية ، مما يمكن هذه الجهات من سرعة التوصل الى اللاجئين الذين قد يرتكبون آية جرائم او مخالفات قانونية وبالتالى عقابهم . وتواصلت جلسات البرلمان الألمانى على مدى الثلاثة أيام الماضية لمناقشة التشريعات الجديدة المتعلقة بالتعامل مع ملف الهجرة واللجوء فى ضوء أحداث كولونيا الأخيرة، وظهر التباين والاختلاف بين أعضاء البرلمان من الحزبين الحاكمين والمعارضة المتمثلة فى حزبى اليسار والخضر إلا أن الغالبية اتفقت على ضرورة وضع تشريعات تسهل طرد المتورطين فى جرائم سواء من اللاجئين الجدد أم من المهاجرين القدامى. وفى الوقت نفسه طالب المشرعون الألمان أيضا بضرورة معاقبة اليمينيين المتطرفين الألمان الذين يرتكبون أحداث عنف ضد اللاجئين أو يحرضون ضدهم، وحذر نواب من حزبى الخضر واليسار من استغلال وتوظيف أحداث كولونيا توظيفيا سياسيا ضد اللاجئين خاصة أن ما حدث فى كولونيا لا يزال رهن التحقيقات ولم يتم الإعلان رسميا وقانونيا عن أسماء المتهمين.