"من الممكن أن يعدم شاعر بسبب قصيدة، ومن الممكن أيضا أن نحرر شاعرا بقصيدة". بهذه الكلمات استهل الشاعر زين العابدين فؤاد أمسية "سنحرر شاعرا بقصيدة"، التي أقيمت مساء اليوم الخميس بمقر دار ميريت بالقاهرة، للدعوة لتحرير الشاعر الفلسطيني المعتقل في السعودية، الذي يواجه حكما بالإعدام، أشرف فياض. تأتي الأمسية بالتزامن مع ثلاث أمسيات مشابهة تنطلق في الوقت نفسه في ثلاث مدن عربية، هي غزة ورام الله بفلسطين، وبالبل بتونس. أدار الأمسية الشاعر زين العابدين فؤاد، وحضرها عدد من الشعراء والمثقفين من بينهم الشاعر محمد عيد إبراهيم، والشاعر محمد حربي، والشاعر والكاتب جمال الجمل، والشاعر رفعت سلام، ود.عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والشاعرة ثريا عبد البديع، والإعلامية شهيرة أمين، وغيرهم. كان أشرف فياض قد اعتقل منذ عام تقريبا من قبل هيئة الأمر بالمعروف بالمملكة العربية السعودية، بعد مشاجرة، حسب والده عبد الستار فياض الذي توفي منذ إعلان بعد تأكيد حكم الإعدام على ابنه، بعد مشاجرة في مقهى مع شاب، أبلغ الهيئة بأن فياض يكتب شعرا يتضمن خروجا على الدين. من جانبه، أعلن الشاعر المصري محمد حربي عن تدشين حملة بعنوان "سنحرر شاعرا بقصيدة"، لدعوة الشعراء لكتابة قصائد مهداة لأشرف فياض للمطالبة بالإفراج عنه، هذه الحملة التي لقيت استجابة واسعة تمثلت في أكثر من 120 قصيدة في عشرة أيام. تناولت الأمسية، التي استهلها زين العابدين فؤاد بالوقوف دقيقة حداد على روح السيد عبد الستار فياض، الذي توفي عقب تأكيد حكم الإعدام على ابنه، تناولت قراءة لعدد من قصائد فياض، التي ضمنها ديوانه الأول، والوحيد حتى الآن، "التعليمات في الداخل"، والذي صدر عام 2008. وأشار فؤاد على عدة حوادث تاريخية تثبت جملته الأولى، فحول إعدام شعراء بسبب قصائدهم أشار إلى الحوادث التي شهدها التاريخ الإسلامي من قتل السهروردي والحلاج وغيرهم، وإلى حوادث شهدها الغرب مثل إعدام الشاعر فراتزارو عام 1942 على يد النازيين، حيث كتب قصيدة من أجمل قصائده وجدها المارة ملقاة بجوار جثته في ورقة مطوية، بعد أن ترك النازييون جثته بعض الوقت ملقاة في الطريق، ليكون "عبرة" لغيره. وفي كلمته قال الشاعر محمد حربي إن قصائد ديوان "التعليمات بالداخل" تعبر عن شاعر يخوض تجربة الاغتراب الروحي والجسدي بعيدا عن وطنه المغتصب، تعتمد في إيقاع الجملة على الموروث القرآني. وقال حربي إن سر تكفير فياض، حسب رأيه، يرجع لأسباب متعددة من بينها أنه قرأ القرآن قراءة مختلفة عن المألوف. وأشار حربي إلى أن هناك تقدما إيجابيا في قضية فياض، لافتا إلى أن الجرائد السعودية، مثل "عكاظ"، راحت تنشر عدة مقالات تندد باعتقاله، بالإضافة إلى أن التليفزيون السعودي، ولأول مرة، حسب قوله، يقدم تقريرا محايدا حول قضية مماثلة، يطرح فيها الآراء المؤيدة والمعارضة بشكل يمكن وصفه بالحيادي. واختتم حربي حديثه، قائلا إن محامي فياض أكد أن هناك خطأ في الإجراءات من الناحية القانونية، والفقهية على حد سواء، ويتمثل الخطأ القانوني في أن هيئة الأمر بالمعروف غير مخولة بالتحقيق في أية مادة مكتوبة أو منشورة، وأن المخول بذلك لجنة أسسها الملك منذ أعوام تمتلك هذه السلطة، لافتا إلى أن الفترة القادمة قد تشهد عفوا ملكيا عن أشرف فياض.
