أثار الحوار الذي عرضه التليفزيون الإسرائيلي مع القيادي الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح الكثير من الأسئلة خاصة وأن التليفزيون عرض هذا الحوار بإعتباره سبقا صحفيا يجب الإشادة به، وهي الإشادة التي تحيط بها الكثير من الاسئلة الهامة بداية من السبب في إعادة بث هذا اللقاء الذي تم تصويره عام 2009 من جهة أو الاحتفاء الإسرائيلي بهذا الحوار من جهة أخرى. غير أن أهم هذه الاسئلة هي الجنسية الثانية التي يحملها المراسل الصحفي هنريكا تسيرمان مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية ، والذي يحمل الجنسية البريطانية والألمانية بجانب الإسرائيلية ، وهو ما سهل له القيام بالكثير من المهام الصحفية في أكثر من دولة عربية سواء بالأردن أو سوريا واللقاء مع الكثير من الشخصيات السياسية المؤثرة في هذه الدول. اللافت أن تسيرمان أجرى حوارا من قبل مع عدد من القيادات السياسية أو الإخوانية الأردنية أو السورية ، ونقل عنها رفضها الشديد للسلام مع إسرائيل وعرضت القناة العاشرة هذه الأحاديث ، غير أن عددا من الأوساط السياسية أو الصحيفة المنافسة للقناة العاشرة داخل إسرائيل أستنكرت ما يقوم به تسيرمان ، خاصة وأنه وبهذا الأسلوب سيسبب الكثير من الأزمات مع لندن ، لأن الكثير من الدول تستنكر استغلال الصحفيين الإسرائيليين تحديدا لجنسيتهم الثانية سواء أن كانت أوروبية أو آسيوية ، حتى أن بعض من الدول مثل كندا طالبت بحظر استخدام الصحفيين الإسرائيليين من ذوي الأصول الكندية لجوازات سفرهم الكندية . وطالبت بعض القوى السياسية الكندية بضرورة إرسال البيانات الخاصة المتعلقة بأي إسرائيلي يتم منحه الجنسية الكندية إلى بعض من الدول العربية من أجل التوقف عن استغلال هذه الجنسية في هذه المهام. ويستغل الكثير من الصحفيين الإسرائيليين جنسيتهم الثانية في القيام بالتحقيقات الصحفية من قلب الدول العربية ، وهو ما يفسر تدفق الكثير من هؤلاء الصحفيين إلى مصر بعد يوم الخامس والعشرين من يناير رغم صدور قرار بحظر دخول الإسرائيليين إلى البلاد ، حيث استغل أكثر من صحفي إسرائيلي جنسيته الثانية لنقل ما يجري في مصر بالصوت والصورة ، من هؤلاء عكيبا ألدار أو أنشيل بيفرر أو غيرهم من مراسلي المحطات والصحف الإسرائيلية. ووصل الأمر إلى سفر أورلي أزولاي المحللة السياسية بصحيفة يديعوت أحرونوت إلى السعودية ، ونقلت أزولاي الكثير من تطورات الموقف السياسي في الرياض وأجرت حوارات مع أكثر من سعودية حول تطلعاتهن الخارجية ورغبتهن في قيادة السيارات على سبيل المثال. بالإضافة إلى سفر 5 صحفيين إسرائيليين إلى إيران العام الماضي من أجل رصد تطورات الغضب السياسي بها بعد إلغاء الانتخابات هناك . كما أجرى رون بن يشاي المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت تحقيقا من قلب الجولان مستغلا جنسيته الألمانية. وأجرى بوعاز بيسموت محرر الشؤون العربية في صحيفة إسرائيل اليوم والفرنسي الجنسية حوارات مع الرئيس الليبي معمر القذافي أو السوري بشار الأسد أو الإيراني أحمدي نجاد ونشرها في صحيفة إسرائيل اليوم.بالإضافة إلى الحوار الشهير الذي أجراه التليفزيون الإسرائيلي مع الممثل المصري شريف منير بعد فيلمه أولاد العم، وهو الحوار الذي نفاه منير جملة وتفصيلا وقال إنه تحدث إلى التليفزيون الإيطالي ولم يكن يتوقع أن يكونوا إسرائيليين. المثير للانتباه أن الكثير من الزعماء العرب التفتوا إلى هذه المشكلة ومنهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي اصدر بعد توليه منصب الرئيس قرارا بمنع دخول اليهود إلى مصر مهما كانت جنسياتهم ، وهو القرار الذي ألغاه الرئيس الراحل أنور السادات بعد التوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979. عموما فإن استغلال الجنسية الثانية بات بمثابة الخطر الذي يهدد الكثير من القوى السياسية العربية ، ومن غير المستبعد أن نرى الكثير من الإسلاميين أو المعارضين لإسرائيل على شاشات التليفزيون الإسرائيلي ، وهو ما يؤكد استغلال بعض الإعلاميين الإسرائيليين لجنسياتهم بصورة غير نزيهة.