فى خطوة جديدة تعكس تأثير المهاجرين السوريين على السياسة الألمانية، قرر الحزب الاشتراكى الديمقراطى – الشريك فى الائتلاف الحاكم – طباعة المواد الأساسية فى الدستور الالمانى – 20 مادة - مترجمة إلى اللغة العربية. وتوزيعها على اللاجئين السوريين فى مراكز الإيواء، فيما أكدت اليوم المستشارة انجيلا ميركل أن أزمة المهاجرين، ستشكل علامة فارقة فى السياسة الألمانية وقالت خلال تكريمها لشباب المخترعين الألمان بديوان المستشارية : هذه الأزمة ستغير سياستنا بصورة جذرية وستضع أولويات جديدة. وأضافت : "عندما نفكر في اللاجئين فإننا نجد أن ما يحدث في سوريا وأفغانستان لم يعد بعيدا عن أي مكان، بل صار في حقيقة الأمر على أعتاب بيتنا. وقد تم إقرار الدستور الألمانى "القانون الأساسي" عام 1949 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وتقسيم المانيا ،ويحدد المبادئ التي تشكل مبادئ النظام السياسي وتقاسم السلطة بين الحكومة المركزية، وحكومات 16 ولاية إقليمية. كما يحدد فى مواده الأولى الحقوق الأساسية للمواطنين. وتستهدف ترجمة المواد الأساسية فى الدستور الألمانى إلى اللغة العربية، مساعدة اللاجئين السوريين على الاندماج فى المجتمع والثقافة الالمانية، من خلال فهم وإدراك الحقوق الأساسية التى يضمنها الدستور للمواطنين، وأهمها حرية التعبير وحرية الاعتقاد الدينى، مع فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجال والنساء، والحق فى السكن والعلاج. كما ينص الدستور الالمانى على أن الكرامة الإنسانية مقدسة، ولا يجوز المساس بها تحت أى ظرف من الظروف، ولكن تعديلا تشريعيا تم إقراره مؤخرا من قبل البرلمان الالمانى جعل الحق فى المثلية الجنسية حقا أساسيا لمن يعيش على الأراضى الألمانية، ويطالب بعض الكتاب والمفكرين اليمينيين فى المانيا بطرد أى مهاجر- حتى لو كان يحمل الجنسية الألمانية - لا يعترف بحق المثلية الجنسية وبحق الفتيات فوق سن ال18 فى حرية الممارسة الجنسية. وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطى فى تصريحات لصحيفة بيلد الالمانية، إن ألمانيا ترحب باللاجئين، لكن عليهم أن يبذلوا جهدا للاندماج. وأضاف "يجب على من يأتون إلى هنا ليس فقط تعلم اللغة الألمانية، ولكن ايضا عليهم تعلم أصول العيش المشترك، موضحا أن المواد العشرين الأولى من الدستور والتى ترجمها الحزب إلى اللغة العربية، ترسم ملامح الثقافة الالمانية. وتخشى بعض الأحزاب الألمانية من تأثير المهاجرين السوريين خاصة المسلمين على الثقافة الالمانية، فيما يتعلق بالحرية الجنسية للإناث فوق سن ال18، والحق فى المثلية الجنسية، وارتداء الحجاب والنقاب، إلا أن زيجمار جابرييل زعيم الحزب الديمقراطى الاشتراكى ونائب المستشارة، أكد أنه "لا يجبر أي شخص يأتي إلى ألمانيا على تغيير دينه ولا حياته الخاصة. لكن المهم لثقافتنا هو أن تطبق مبادئ مجتمعنا الديمقراطي على الجميع "مشيرا الى أنه يتعين على اللاجئين قبول مبادئ ثقافتنا، مثل الفصل بين الدين والدولة والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة والحق في المثلية الجنسية وحرية التعبير، وأضاف أن ألمانيا لا تتهاون أيضا مع معاداة السامية.