طالبت الحكومة السودانية، بتحويل مثلث حلايب إلى منطقة تكامل اقتصادى بين مصر والسودان، وسط دعوات مشابهة أطلقها حزبيون سودانيون بتسميتها "حبايب". ونقل نائب رئيس الجمهورية على عثمان طه ل"الوفد الشعبى" المصرى الذى يضم قيادات أحزاب الوفد والتجمع والناصرى والغد وممثلى مجتمع مدنى، رغبة بلاده فى تفعيل اتفاق جرى بين الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك والرئيس السودانى عمر البشير ونال موافقة المخابرات والداخلية المصرية على تحويل "حلايب" إلى منطقة تكامل اقتصادى تنتشر فيها عناصر من الشرطة المصرية والسودانية، بعد إخلائها من الجيش. وقال السيد البدوى رئيس حزب الوفد وعضو الوفد الشعبى، إنه اتفق مع نائب الرئيس السودانى، على نقل رغبة السودان على المستويين الرسمى والشعبى بشأن تفعيل هذا الاتفاق، إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، مشيرا إلى وجود وثيقة بالسفارة السودانية لدى القاهرة تتضمن نص هذا الاتفاق. وسيطرت لغة المصالح مع دعوات سودانية ملحة لتجاوز قضية حلايب لصالح التكامل الاقتصادى، على اليوم الأخير من زيارة "الوفد الشعبى" للعاصمة الخرطوم يوم أمس الأحد، الذى شهد لقاءات بنائب رئيس الجمهورية على عثمان طه، والاتحاد العام لأصحاب العمل السودانى، وأعضاء المجلس الوطنى (الغرفة الأولى فى البرلمان)، وأحزاب مجلس أحزاب الوحدة الوطنية. واتفقت قيادات سياسية وحزبية ورجال أعمال سودانيين تحدثوا إلى "بوابةالأهرام" بنبرة واقعية لافتة، على ضرورة إعادة تقييم القاهرة لمصالحها الإستراتيجية مع السودان، وتجاوز المشكلات الصغيرة لصالح آفاق تعاون غير محدودة النتائج يمكن أن تحول شمال وجنوب وادى النيل إلى دولة كبيرة فى الشرق الأوسط. وهو ما دفع مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان إسماعيل إلى الموافقة على اقتراح مصرى بعقد مؤتمر اقتصادى فى شهر يوليو المقبل بالقاهرة لرجال الأعمال والصناعة والمسئولين من البلدين ووالى ولاية نهر النيل ووالى الجالية الشمالية. وشدد عثمان على رغبة بلاده فى التكامل الحقيقى مع مصر بقوله "لدينا أشواق متجذرة فى قلوبنا للوحدة التى لن تحدث بدون الاستثمار والتكامل". وأضاف أن مصر لديها التكنولوجيا ورأس المال والسودان يملك الأرض الخصبة والمياه والأيدى العاملة وإذا تكاملنا سوف نقوم بالتصدير، مشيرا إلى أنه يتبق 30 كيلومترا للانتهاء خلال شهرين فى الولاية الشمالية من الطريق، الذى يربط بين مصر والسودان وجنوب إفريقيا، وبعده سوف تبدأ قوافل السياح والتجار. وقال رئيس حزب الأمة والتجديد، عضو مجلس أحزاب الوحدة الوطنية إن مثلث حلايب تمثل ترمومتر العلاقة بين القاهرة والخطوم إذ تطفو مشكلتها على السطح فى حال توتر العلاقة، داعيا إلى تحويل المثلثإلى منطقة للتكامل الإقتصادى والإجتماعى وتسميتها "حبايب". من جانبه قال أحمد إبراهيم طاهر رئيس الهيئة التشريعية (البرلمان) "نحن أسعد الناس بالإستقرار الذى تنشده مصر ولمسيرتها الديموقراطية"، وأضاف بنبرة حميمية موجها حديثه للمصريين "ليس بيننا وبين مصر حدود للتلاقى ولا سقف للتعاون والوحدة وكلما زدتم فى ذلك حرصا زاد حرصنا، كل أبواب السودان مفتوحة لكم وستجدون خيرا كثيرا مخبوء لصالحكم ولصالحنا". واقترح مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السودانى تأسيس "ملتقى أحزاب وادى النيل"، على أن تلتقى فى حال الاتفاق على الفكرة فى شهر يوليو المقبل بالقاهرة. وغادر الوفد الخرطوم صباح اليوم بعد زيارة استغرقت يومين، متوجها إلى جوبا للقاء رئيس جنوب السودان. يضم الوفد الشعبى السيد البدوى رئيس حزب الوفد والدكتور على السلمى رئيس حكومة الظل بالحزب، وعمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والقياديان بحزب التجمع حسين عبد الرازق ونبيل زكى، ومحمد أبو العزم نائب رئيس حزب "الغد – أيمن نور"، والدكتور سمير عليش أمين عام المركز الوطنى للمنظمات الأهلية، وسامى أرميا أمين عام جمعية الشبان المسيحيين.