أقامت لجنة الفعاليات بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي مساء أمس الاثنين ندوة عن الأوضاع السياسية بمصر تحدث فيها الكاتب عبد الحليم قنديل، وقال قنديل خلال كلمته بالندوة إنه يمكن تلخيص العام الأول للرئيس بأنه جمع بين قوة الإنجاز وضعف الانحياز للفقراء، على حد قوله. وأضاف أن الرئيس السيسى فى عامه الأول استطاع أن يحقق الاستقلال الوطني، حيث أصبح واضحًا لدى الجميع الاهتمام بقضية الاستقلال الوطني والخروج من تحت مظلة الاحتلال السياسى من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي استمر على مصر عقب حرب أكتوبر واتفاقية كامب ديفيد. وأشار إلى أن القرار المصري الآن أصبح يخرج من القاهرة وأن واجب الوقت فرض على الرئيس السيسى أن يضع هذا الأمر على قمة أولوياته، مشدداً على أن استقلال القرار المصري هو إنجاز ظاهر للرئيس السيسى خلال عامه الأول، موضحًا أن هذا الاستقلال تبلور أيضًا في عودة الجيش المصري ملامسًا للحدود الفلسطينية بعد ما ظلت سيناء منزوعة السلاح منذ كامب ديفيد، علاوة على أن الاتفاقيات التي توقع منذ المؤتمر الاقتصادي توقع باسم الدولة المصرية. وتابع قنديل أن السيسي اعتمد على قوة رأسماليه أخرى و هي الجيش مفضلًا إياها عن شركات "محاسيب" مبارك، مؤكدًا أن العام الأول لحكم الرئيس السيسى شهد "حرب تكسير عظام" بين الدولة ورجال الأعمال وإهمال للقطاع العام، مرجحًا استمرار ذلك خلال العام القادم من فترة حكم الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن عدم الاهتمام بالقطاع العام أدى لعدم الانحياز لغالبية الشعب المصري من الطبقة الفقيرة. وأضاف "الدولة والرئاسة تتبنى مشروعات خيرية ترى أنها تضيف الكثير لملف العدالة الاجتماعية ولكنها مخطئة ومعيبة. حذر قنديل من أن استمرار سياسات ما وصفه باقتصاد الخدمات لن يحقق أي انتعاش في الاقتصاد المصري وإنما سينتهي لتبديد الموارد والآمال، مشددًا على أن جوهر قياس نجاح أي اقتصاد يعود إلى القيمة المضافة إلى الاقتصاد نفسه وأهمها التصنيع، مؤكدًا أن ما يقال عن ضعف الموارد ليس له أساس من الصحة، وأن مصر دولة ليست فقيرة في مواردها، وإنما هناك سوء إدارة لموارد الدولة. أكد أحد مؤسسي حركة كفاية وجود تراجع كبير بالحريات نتيجة للإرهاب الممنهج الذي تواجهه الدولة، معربًا عن توقعه بأن تتاح حريات أكبر في العام الثاني للرئيس مع انحسار موجة الإرهاب، مضيفًا "الحقوق والحريات تنتزع ولا توهب ولا تتوقع أن يعطيك نظام من "الفلول" حريات وحقوقًا بل عليك الضغط لتنتزعها". واختتم عبد الحليم قنديل كلمته مؤكدًا أنه لا سبيل لتحقيق أهداف الثورة إلا بحزب سياسي كبير وقوي يستطيع إنجاز أهدافها وليس التغني بالشعارات، مشيرًا إلى أن قيام أي ثورة حالية أو في المستقبل لن تغير من الأمر شيئًا بدون وجود هذا الكيان السياسي، موجهًا نصيحة للشباب بأن العمل السياسي الآن هو الحل.