أسدل الستار منهيا المشهد الأخير من الفصل الأول في قضية زهرة الخشخاش ،بحكم الحبس الصادر بشأن محسن شعلان الذى انتقل فجأة من رجال الصف الأول الواقفين بجوار الوزير إلى حجز قسم شرطة الدقي كمتهم أول فى القضية. ثم توالت مشاهد الفصل الأول بعد أن وضعه الوزير بنفسه في قلب دائرة الضوء بتأكيده بأن شعلان هو بطل مسرحية الإهمال التى أودت بلوحة الرسام الهولندى فان جوخ ذائعة الصيت إلى مصيرها الغامض. وكانت فضيحة مدوية في كل الأوساط تسربل ثوبها شعلان بمباركة الوزير الذى حمّل شعلان وبعض مساعديه المسئولية الجنائيةوالإدارية والأخلاقية لواحدة من أكبر قضايا الوزارة في تاريخها. والبعض يرون أن هذه المرة ليست الأولى التى يدفع فيها وزير الثقافة بأحد رجالاته المقربين إلى غياهب السجن. فها هو محسن شعلان يحكم عليه بثلاث سنوات فى قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة والتى قيل فيها أنه لا يزيد عن كبش فداء جديد للوزير لينضم لإخوته فى السجن الذين دفعوا ثمن أخطاء فاروق حسنى وأخطائهم تحت إدارته بالطبع. وقد سبق أن اكتسب محسن شعلان شهرة كبيرة بعد قضية السرقة المشهورة، وإن كان قبل ذلك قد اشتهر فجأة بعد أن أصبح رجل الوزير عندما تمت ترقيته من موظف إدارى كمدير إدارة الإعلام إلى منصب رئيس قطاع بل ووكيل أول وزارة فى غضون خمس سنوات فقط ، وكان السبب في اعتقاد البعض ، لمجرد أنه فى عام 1998 اعتصم بمقر نقابة التشكيليين مهددا بتفجير حافظة مستندات تدين كل قيادات الوزارة بمن فيهم الوزير شخصيا -على حد زعمه- مالم تتم ترقيته إلى درجة مدير عام. لكن بدلا من التحقيق معه حول ما قاله سرعان ما تمت الاستجابة إلى مطالبه بشكل يثير الريبة حول ماهية الفضائح التى يعرفها حول قيادات وزارة الثقافة. والغريب أن تعيينه كرئيس قطاع لم تكن محل رضا أحد من قطاع الفنون خاصة أنه شغله بعد د. أحمد نوار ، ذلك الذى كان قد أنشأ نهضة متحفية إبان توليه ، بينما كان شعلان منذ توليه لم يبن متحفا واحدا جديدا. وإنما انصب اهتمامه على المؤتمرات والمهرجانات والسفريات والمعارض الخارجية والتى تعرض فيها ثروات مصر وكأنها دعوة للسرقة على حد تعبير فناني مصر التشكيليين. والدليل على ذلك أن اللوحة سبب المشكلة كانت قد سافرت قبل سرقتها بأربعة أشهر إلى الخارج لتتم سرقتها بعد عودتها. وقد تخرج محسن شعلان عام 1974 وحصل على بكالوريوس فنون وتربية وعمل ببعض دور النشر المصرية. كما عمل مديرا لإدارة التجهيزات الفنية بالمطابع الأميرية ، ثم مدير المكتب الفنى للمركز القومى للفنون التشكيلية ، قبل أن ينتدب بعد ذلك كمدير لإدارة الحرف التقليدية بوكالة الغورى عام 2000، ليقفز بعدها بعام وعلى يد الوزير إلى منصب وكيل وزارة الثقافة بقطاع الفنون التشكيلية ، ثم رئيس الإدارة المركزية للخدمات الفنية وبعدها بعام واحد أيضا، لتنتهى المسألة بشغله رئيس قطاع الفنون التشكيلية عام 2006 ، والذى خرج منه إلى السجن مباشرة بعد أن احتل رقما جديدا فى سلسلة كباش فداء وزير الثقافة. والمتابع الجيد لشعلان سيجد أن أنشطته الثقافية بدأت منذ اعتصامه. ففى نفس هذا العام مثل مصر والمنطقة العربية بدعوة شخصية من اليونسكو ، فى المؤتمر الدولى بواشنطن والخاص بمتابعة ( توصيات 1989 ) بشأن صيانة الفلكلور 1999 . ثم شارك فى مؤتمر مائة عام على تحرير المرأة عام 2000 ، ليقيم بعد ذلك العديد من الندوات وحلقات الفكر والثقافة بالعديد من المواقع الثقافية منها مجمع الفنون بالزمالك ( حوار التسعينيات ) ، جمعية الفنون الجميلة ( نحت الحدائق والميادين ) ، دار النسجيات بحلوان ، مركز الفن والحياة ، نادى الدبلوماسيين ( محمد على ) ، متحف المنصورة القومى ، متحف النصر ببورسعيد وأماكن أخرى.