قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، أن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، أبلغ القادة العرب خلال قمة "سرت" أن إسرائيل ألغت -فعليا - اتفاق أوسلو وجيمع اتفاقياتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وأن إسرائيل قامت بسحب الولاية الفلسطينية السياسية القانونية والأمنية والوظيفية للسلطة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية بشكل تام. عريقات قال ذلك في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، وهو فى طريقه من سرت حيث شارك مع عباس في اجتماعات لجنة المتابعة العربية والقمتين العربية والعربية الأفريقية. وفى اتصال هاتفى من عمان تعليقًا على التصريحات السابقة، صرح حسن عصفور الوزير الفلسطينى السابق، وأحد أعضاء فريق مفاوضات أسلو ل "بوابة الأهرام"، أن تلك التصريحات من الناحية العملية جاءت متأخرة، حيث أن مرحلة "أسلو" انتهت عمليًا منذ حصار وأسر إسرائيل للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ثم احتلالها للضفة عام 2002، وما تلاه بالانسحاب الإسرائيلى من طرف واحد من قطاع غزة دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل قد وقعتا اتفاق "أوسلو" للحكم الذاتي عام 1993، ويعتبر ركيزة كل الاتفاقيات الإسرائيلية الفلسطينية، التي تم توقيعها بعد ذلك، والرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وعرض عريقات أن أول الخيارات التي تحدث عنها عباس أمام القادة العرب في حال فشل المفاوضات المباشرة المتعثرة بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، هي التوجه للولايات المتحدة كي تعترف بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية. وأشار إلى أن هذه البدائل تتضمن تقدم فلسطين، بصفتها عضوًا مراقبًا في الأممالمتحدة، طلبًا إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن للاعتراف بها كدولة وعضو في الأممالمتحدة. وفى هذا السياق قال عصفور: مطلوب من العرب الأن دعم الطرف الفلسطينى فى استخدام استراتيجية هجومية، للرد على ما أعلنه عريقات، لأن من أهم الاستراتيجيات الموضوعية، هو تدويل ملف الدولة الفلسطينية خصوصًا فى مجلس الأمن، ودفع المجتمع الدولى إلى الاعتراف بها على السياق الذى عرض به عريقات مستقبل البدائل المتاحة. وقال عريقات إن عباس طرح بديلا للمفاوضات مع إسرائيل هو طلب الوصاية الدولية من الأممالمتحدة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967. وبحسب عريقات فإن عباس لم يلوح بالاستقالة أو بحل السلطة الفلسطينية، لكنه قال أن إسرائيل ألغت اتفاقية "أوسلو" وباقي الاتفاقيات وسحبت ولاية السلطة على الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فما هو داعي بقاء السلطة الفلسطينية؟ يذكر ان لجنة المتابعة العربية قررت إثر اجتماعها في "سرت" إعطاء فرصة لمدة شهر للجهود الأمريكية الرامية إلى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، من أجل إنقاذ المفاوضات قبل الاجتماع مجددًا، والبحث في البدائل التي طرحها عباس.