قال ناشط حقوقي اليوم الثلاثاء إن قوات سورية أطلقت أعيرة نارية على مئات المحتجين، الذين تجمعوا خلال الليل في مدينة حمص متجاهلين أمرًا من السلطات للكف عما سمته تمردًا مسلحًا. وقال الناشط الحقوقي الذي هو على اتصال بالمحتجين في ساحة الساعة بمدينة حمص إن أحد أفراد قوات الامن خاطب المحتجين في الساحة عبر مكبر للصوت طالبًا منهم الرحيل، ثم فتحت القوات النار. واستخدمت قوات الأمن أيضا الغازات المسيلة للدموع، وأصيب محتج واحد على الاقل، وقال اثنان من سكان حمص أيضا انهما سمعا ايضا صوت اطلاق نار آتيا من حول الساحة. من جانبها أكدت وزارة الداخلية السورية أنها ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الأمن والاستقرار على كافة أرجاء الوطن" وملاحقة من وصفتهم ب"الإرهابيين" أينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وإنهاء أي شكل من أشكال التمرد المسلح". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) صباح اليوم الثلاثاء عن بيان للداخلية أن "مجريات الأحداث الأخيرة كشفت أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية من قتل لعناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل بأجسادهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق النار لترويع الأهالي وقطع الطرقات العامة والدولية إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولاسيما في مدينتي حمص وبانياس حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية". ويواجه الاسد تظاهرات غير مسبوقة مناهضة لحزب البعث الحاكم الذي يرأسه، وقد أعلن يوم السبت إن قانونا جديدا يحل محل حالة الطوارئ المعلنة منذ نحو نصف قرن سيكون جاهزا بحلول الاسبوع القادم ولكن تعهده برفع حالة الطوارئ لم ينجح في تهدئة المواطنين المطالبين بقدر أكبر من الحرية في سوريا أو كبح أعمال العنف، التي ذكرت منظمات حقوق الانسان أنها أسفرت عن مقتل 200 شخص على الأقل. وشددت السلطات السورية الحظر الذي تفرضه على أجهزة الإعلام المستقلة منذ بدأت الإصلاحات المناهضة لحكم الأسد منذ أكثر من شهر. ولا يسمح لاجهزة الاعلام المستقلة بدخول حمص وغيرها من المدن الأخرى التي تشهد مظاهرات مطالبة بالديمقراطية. وقد طرد عدة صحفيين دوليين أو اعتقلوا. ويوم الاثنين طالب آلاف المحتجين بالاطاحة بالرئيس بشار الأسد أثناء تشييع جنازات 17 محتجًا قتلتهم قوات الأمن بالرصاص في مدينة حمص مع اشتداد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقال نشطاء حقوق الانسان ان السبعة عشر قتلوا في ساعة متأخرة مساء الأحد أثناء احتجاجات على وفاة زعيم قبلي وهو رهن الاحتجاز، وتقع حمس على بعد 165 كيلومترا إلى الشمال من دمشق. وقال شاهد شارك في تشييع الجنازة أن المشيعين أخذوا يرددون "زنقة زنقة.. دار دار هنطيح بك يا بشار".