فى تصاعد كبير، وإن كان متوقعا، ارتفعت أسعار اللحوم السودانية الطازجة فى الأسواق المحلية؛ لتصل إلى 43 جنيها للكيلو جرام الواحد للمستهلك، بعد أن تراوحت أسعار التوريد للتجار بين 31 و32 جنيها للكيلو "الكركس" بالعظم والمذبوح فى السودان بدلا من 27 و28 جنيها، وذلك بعد إصرار شركة مصر للطيران على رفع أسعار رحلات الشحن إلى 60 ألف دولار للرحلة الواحدة بعد أن كان سعر الرحلة وفق تعاقداتها مع الشركات المصرية المستوردة لا يتجاوز 45 ألف دولار، وهو ما يعنى تحميل الكيلو جرام من اللحوم بثلاثة جنيهات دفعة واحدة! ووجهت الشركات المستوردة اتهاما لوزارات الزراعة واستصلاح الأراضى والتعاون الدولى والطيران بالتسبب فى ارتفاع الأسعار لعدم التدخل لمواجهة الأزمة التى نشبت بسبب إصرار شركة مصر للطيران على زيادة الأسعار بصورة مفاجئة وإلغاء العقود المبرمة مع الشركات بدعوى إرتفاع أسعار "الوقود"، وهو ما لا يبرر الزيادة الكبيرة فى الأسعار، والتى تجاوزت 25% من تكلفة الرحلة الواحدة. وأكد الدكتور إميل إسكندر مستشار وزير الزراعة الأسبق ومدير أحد مشروعات الثروة الحيوانية المصرية بالسودان أنه لا يوجد ما يبرر قرار رفع سعر الطيران، موضحًا أنه على شركة مصر للطيران القيام بدورها الوطنى كاملا لدعم الشركات والمساهمة فى توفير اللحوم الطازجة السودانية فى الأسواق المحلية بأسعار مناسبة مع المستهلك المصرى. وطالبت إحدى الشركات المستوردة بمقاطعة رحلات مصر للطيران والتعاقد مع الشركات الوطنية السودانية والأثيوبية والتى قدمت أسعارًا منافسة للطيران المصرى أو اللجوء للنقل البرى المبرد من السودان. وقال المهندس طارق رزق، خبير الطيران، أن أسعار وقود الطائرات وإن كانت تمثل جزءًا مهمًا في تكلفة الطيران، إلا أنه من غير المنطقي أن يبلغ تأثيرها إلى درجة رفع الأسعار بنسبة 25% دفعة واحدة، خاصة وأن الارتفاع التدريجي في أسعار البترول الخام لا يبرر هذه الزيادة. وطالب بإيجاد تكتل تنسيقي لا يحمل أي سمة تجارية بين مستوردي اللحوم السودانية، لتنسيق وتجميع جميع مواعيد وكميات الشحنات، وإيجار طائرة شحن خاصة دون الاعتماد على مصر للطيران.