في خطوة جريئة وغير مسبوقة، كشفت وزيرة يمنية عن خطة لإنشاء دور سينما ولأول مرة في محافظات قبلية منغلقة وتمثل معاقل للجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها القاعدة وأنصار الشريعة، إضافة إلى مناطق يسيطر عليها الحوثيون. وأكدت وزيرة الثقافة في حكومة الكفاءات، أروى عثمان، أن خطة وزارتها ستكرس إحياء دور السينما والمسرح وإيجاد دور سينما جديدة في كل المحافظات، في إشارة إلى إنشاء دور سينما في محافظات لم تعرف هذا الأمر من قبل كالبيضاء وشبوة ومأرب وأبين التي تعد معاقل رئيسية للقاعدة وأنصار الشريعة وأيضا عمران وصعدة والجوف التي تمثل مناطق قبلية منغلقة وفيها تواجد كبير لجماعة الحوثي الشيعية. وبين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، شهدت محافظات يمنية محدودة قيام دور سينما كما هو حال صنعاء وتعز والحديدة وإب في الشمال، في حين عرف سكان عدن السينما قبل ذلك بكثير خلال الاستعمار البريطاني. ووفقا للإحصائيات فقد كان في اليمن نحو 49 دارا للعرض السينمائي في الخمسينيات والستينيات أغلبها في عدن، لكن لم يتبق منها إلا عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد. وتغلق دور السينما في صنعاءوعدن أبوابها واحدة تلو الأخرى مع التناقص المطرد في عدد الرواد واستمرار بواعث القلق بخصوص الوضع الأمني. ويعزو مراقبون الاندثار التدريجي لدور السينما في اليمن منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى بروز القوى الدينية، سواء المسلحة أو المدنية، وكذلك إلى انتشار القنوات الفضائية التي مكنت الكثيرين من متابعة الأفلام السينمائية في منازلهم عبر الشاشات الصغيرة. وفي تصريحات سابقة، قال منصور الأغبري، رئيس المؤسسة اليمنية العامة للمسرح والسينما، إن قلة اهتمام الحكومة وقلة التمويل هما المسؤولان عن اختفاء دور العرض.
