في الوقت الذي انشغلت الاحزاب المدنية فيه بمفاوضات التحالفات التى لم تسفر عن شيء حتى الآن، انخرط حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، فى ممارسة أنشطة حقيقية فى الشارع السكندرى استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية. وذلك من خلال ممارسة أنشطة خدمية فى المناطق الشعبية بالمحافظة بمساعدة المواطنين أمام مكاتب التموين بمختلف أحياء المحافظة لاستخراج بطاقات الخبز والدفع بأعضائه للشارع لمساعدة المواطنين فى استيفاء المستندات والأوراق المطلوبة، فضلا عن مساعدتهم فى استخراج البطاقة داخل مكاتب التموين نفسها، بالإضافة إلى إرث جماعة الإخوان فى ممارسة العمل الخدمى فى الشارع وساحات الصلاة فى العيد، حيث يحرص حزب النور عقب ثورة 30 يونيو على الوجود القوى فى الشارع فى ظل غياب تام للأحزاب المدنية باستثناء حزب المصريين الأحرار بالمحافظة، وبدا أن حزب النور يسعى بقوة لخوض الانتخابات البرلمانية فى الإسكندرية التى تمثل معقلا للسلفيين. وقالت مصادر قريبة الصلة بالدعوة السلفية إن هناك مشاورات بين صناع القرار فى الدعوة السلفية حول استراتيجية خوض الانتخابات البرلمانية، خصوصًا وأن قانون الانتخابات وضع شروط تشكيل القوائم بضمها نسبا محددة من العمال والعاملين بالخارج ومتحدى الإعاقة، إلا أن شرط القانون لضم النساء والأقباط إلى القائمة جعل هناك حالة من الجدل داخل أروقة الحزب والدعوة السلفية لأن خيار القائمة كان الأفضل للحزب والدعوة، فى ظل الأزمة المالية التى تواجه السلفيين قبل خوض الانتخابات البرلمانية. وهو ما دفع أعضاء إلى التمسك بفكرة خوض الانتخابات بالقائمة والتخلى عن الدوائر الفردية، إلا أن القائمة تواجه إشكاليات فقهية لدى الجناح المحافظ داخل الدعوة الذى يرفض الدفع بالمرأة والأقباط فى القوائم، بينما تفرض الاشكالية الاقتصادية نفسها على الحزب الذى لن يكون قادرا على خوض الانتخابات البرلمانية فى كل الدوائر الانتخابية على مستوى مصر أو حتى فى معقل الدعوة الإسكندرية فى ظل منافسة شرسة منتظرة مع رجال أعمال وأصحاب رأس مال من أعضاء الحزب الوطنى السابقين، وإن كان هناك قنوات اتصال قد تفتح بابا للتحالفات بين السلفيين ورجال الأعمال قد يفرضه قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. وعلى جانب جماعة الإخوان، التى تسعى للعودة تحت شعار الفرصة الأخيرة لخوض الانتخابات البرلمانية، فيما كشف الدكتور خالد الزعفرانى، الخبير بالحركات الإسلامية، أن تسريبات من داخل جماعة الإخوان تؤكد صدور تكليفات إلى المكاتب الإدارية للتنظيم بالاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية اعتمادا على خبرة العناصر الإخوانية فى معارك الانتخابات وتصدر رموز من الذين قامت عليهم ثورة 25 يناير المشهد السياسى ورغبتهم فى خوض الانتخابات البرلمانية. وأشار إلى أن كل عمليات التصعيد التى تمارسها الجماعة عبر تنظيم أجناد مصر التابع للجماعة، هدفه تنفيذ تكليفات التنظيم الدولى من أجل الحفاظ على روح الجماعة وهو نشاطها السياسى والوجود بأى قدر فى البرلمان المقبل من خلال المشاركة، مؤكدا أن الجماعة أصبح لديها قرار بالتضحية بالقيادات فى مقابل الحفاظ على التنظيم لأن الانتخابات البرلمانية تمثل الفرصة الأخيرة لبقاء الجماعة بعد انهيارها، وأن الجماعة ستركز على الدوائر الفردية من خلال الصفين الثالث والرابع من التنظيم للخوض الانتخابات، بالإضافة إلى دعم قوائم وأفراد من المدافعين عن ثورة 25 يناير والرافضبن الثورة 30 يونيو. وحذر الزعفرانى، من أن حالة الانقسام بين التيارات الليبرالية سيعطى التيارات اليمين المحافظ مقاعد لا يحلمون بها بسبب تفتيت الأصوات، مؤكدا أن القانون والدستور لم يعزل أيا من التيارات السياسية التى قامت عليها ثورتا 25و30 من الترشح. وفى سياق متصل، أعلن إيهاب القسطاوى، عضو الهيئة التنسيقية لثورة 30 يونيو، إطلاق حملة لمواجهة أعضاء جماعة الإخوان حال خوضهم الانتخابات البرلمانية وفضح المتحالفين مع الجماعة عبر الحملات الالكترونية والدعاية المضادة، مستنكرا غياب أى عزل قانوني.