فى الوقت التى تشهد كواليس التحالفات الانتخابية مساومات ومفاوضات سياسية لم تسفر عن اطر واضحة حتى الان يدخل صراع المستقلين والرغبة فى خوض انتخابات مجلس النواب مرحلة القرارات الحاسمة فى ظل اتجاه حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية لخوض الانتخابات منفردا. بالاضافة الى تسريبات بإصدار الجماعة الارهابية الاخوان تعليمات الى مكاتبها الادارية لخوض الانتخابات عبر التحالف مع احزاب الاصالة والوطن الى وتشكيل قوائم ودعم شباب محسوبين على الثورة فى الدوائر الفردية رغم البيانات الرسمية الصادرة عن تلك الاحزاب التابعة فكريا لجماعة الإخوان المقاطعة إعلاميا والمشاركة فى الانتخابات البرلمانية. وعلم «الاهرام» أن مفاوضات جبهة مصر بلدى المركزية مع نواب سابقين عن الحزب الوطنى بالاسكندرية يتمتعون بقبول فى دوائرهم لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة باءت بالفشل فى ظل رفض محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السابق وخالد خيرى وممدوح حسنى والمهندس على سيف خوض الانتخابات والتزامهم بقرارهم السابق اعتزال العمل السياسى ورفض تمويل اى من الحملات الانتخابية فى الوقت الذى يتردد بقوة استعداد رموز آخرين لخوض الانتخابات كمستقلين كالمهندس فرج عامر رئيس نادى سموحة لخوض الانتخابات عن دائرة باب شرق ورصده ميزانية ضخمة لخوض الانتخابات بعد الغاء الدستور مجلس الشورى الذى كان عضوا به قبل الثورة لعدة دورات متتالية بالاضافة الى المهندس طارق طلعت مصطفى الذى خسر الانتخابات عقب ثورة 25 يناير و يستعد لخوض الانتخابات على دائرة سيدى جابر والرمل بالاضافة الى تحركات عشرات من رموز الوطنى من الصفين الثانى و الثالث من اعضاء المجالس المحلية لخوض الانتخابات البرلمانية وقد ساهم صدور حكم من محكمة الامور المستعجلة بإلغاء منع ترشحهم للانتخابات البرلمانية فى ارتفاع حرارة الدوائر الانتخابية ووجودهم بقوة خاصة مع الايام الاخيرة من شهر رمضان. فى الوقت التى تواصل فيه احزاب المؤتمر وتيار الاستقلال والكتلة الوطنية والحركة الوطنية وجبهة مصر بلدى الاستعدادات لخوض الانتخابات البرلمانية من خلال قوائم مستقلة وان كان هناك اتجاه الى تحالف جديد قد يظهر بالمحافظة. ويرى المهندس هيثم الحريرى عضو الهيئة العليا لحزب الدستور بالاسكندرية ان التحالفات الانتخابية للاحزاب الليبرالية قد تأخذ منحنى ايجابيا خلال الايام القادمة من خلال اقرار الاحزاب فكرة الوثائق المكتوبة للتحالفات والتى تتضمن برامج تشريعية فى البرلمان وثوابت لخوض التحالفات مشيرا الى ان الهيئة العليا لحزب الدستور تضع عددا من الثوابت وهى ايمان الاحزاب بثورتى 25 يناير و30 يونيو وعدم الفصل بين الثورتين وعدم التحالف مع الحزب الوطنى ورموزه وتيارات اليمين المتطرف «الدينية» بالاضافة الى التمسك بطرح التحالف الذى سينضم له الدستور الى برنامج تشريعى فى البرلمان يضع تعديل قانون التظاهر وتشريعات للعدالة الانتقالية تتضمن تطبيق الحد الادنى والاقصى للاجور وتطبيق الضرائب التصاعدية والتأكيد على ان تلك القوانين هى الاساس للوصول الى مصالحة بين الاطياف السياسية والمجتمعية داخل الوطن فى هذه المرحلة الحرجة مشددا على ان الدستور سيتمسك بتلك الثوابت فى مقابل عدد المقاعد التى قد يحصل عليها داخل التحالف الانتخابى. وفى تعليق عن رغبة اعضاء الوطنى فى الترشح اكد ان الاختيار فى المقام الاول للمواطن وان الاحزاب ستواجه اشكالية مواجهة رأس المال التى يكرس لها قانون الانتخابات خاصة فى الدوائر الفردية الا ان الرهان فى المقام الاول و الاخير على الشعب و اختياراته لان الشعب المصرى دائما خارج اطار التوقعات. اما الدكتور شريف بغدادى سكرتير حزب المصريين الاحرار فأكد أنه عقب شهر رمضان سيظهر الاطار العام لخريطة التحالفات مشيرا الى ان التحالفات تواجه اشكاليات كثيرة ومساومات بين الاحزاب السياسية مشيرا الى ان المصريين الاحرار على موقفه حتى الان لخوض الانتخابات منفردا ويحمل ثوابت عدم الانتماء الى الحزب الوطنى السابق او الانتماء الى تيار او احزاب دينية. وفى تعليق على مشاركة نواب الوطنى فى الانتخابات فأوضح ان المصريين الاحرار قام بعمل استطلاعات على مستوى ثلاث دوائر كبرى بالاسكندرية بمشاركة عينات عشوائية فى المقاهى والشوارع الرئيسية والمحلات الكبرى بالدوائر وتضمن اسئلة حول اختيارات المواطن للنواب فكشفت عن اتجاه لدى المواطن فى دائرة باختيار اعضاء البرلمان من خارج منظومة الحزب الوطنى بينما فى دوائر اخرى أكدت رغبتها فى مرشح سابق منتم للحزب الوطنى وان كان الجامع فى استطلاع الرأى ان الاتجاه نحو نائب الخدمات وصاحب رأس المال. وكشف الاستطلاع أيضا ان هناك اتجاها لدى الاحزاب السياسية الليبرالية نحو التحالفات الاقليمية فى ظل الثوابت التى تضعها الاحزاب بعدم التحالف مع الوطنى وهو مالم يمكن تفعيله فى الصعيد والمناطق الريفية فى البحيرة والدلتا التى تعتمد على العائلات والعصبيات والقبليات لوجود ثقافة لدى تلك العائلات بالفوز بمقعد البرلمان بينما يمكن تطبيقها فى المحافظات ذات البعد الحضرى كالعاصمة والاسكندرية وبعض محافظات الدلتا من خلال تحالفات اقليمية خاصة انه لاتوجد تنظيمات حزبية لديها الانتشار الجعرافى الذى يضم جميع المحافظات.