أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس محادثات مع عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة العرب في باريس لبحث النزاع في العراق بعد سيطرة مجموعات اسلامية متطرفة على جزء واسع من الأراضي العراقية. وجمع كيري وزراء خارجية الأردن والسعودية والإمارات حيث أكد على أن "تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد إلى المنطقة"، وفق مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية. وأبلغ كيري وزراء الخارجية بنتائج زيارته الأسبوع الحالي الى بغداد واربيل في شمال العراق، حيث عمد الى اقناع القيادات العراقية بالوحدة في مواجهة خطر انقسام البلاد في ظل تهديد الاسلاميين المتطرفين. واضاف المسؤول في الخارجية الأمريكية أن كافة الوزراء في باريس "عبروا عن قلقهم لعدم وجود حكومة جامعة (في العراق) وعن ضرورة ان يتغير ذلك". وسيطر تنظيم داعش اأاسبوع الحالي على معبر حدودي بين العراق والاردن، ما اثار خشية امتداد النزاع الى المملكة الهاشمية. واتهمت السعودية وزير الحكومة العراقي نوري المالكي بإشعال الأزمة عبر تهميش الاقلية السنية في البلاد. وتحث واشنطن الدول لاستخدام نفوذها مع القادة العراقيين والقبائل السنية للضغط في سبيل الوحدة ولتعطيل اي شبكات خاصة تعمل داخل تلك الدول لمساعدة وتمويل تنظيم داعش. وشكر كيري وزراء الخارجية لمجيئهم للبحث في "عدد من القضايا الحساسة" في السفارة الأمريكية في باريس. وخلال الجلسة اتصل كيري بمسؤولين اميركيين في بغداد للاطلاع على آخر التطورات. وجلس الوزراء، ويرافق كل منهم مساعد واحد، في الحديقة الخارجية وتباحثوا لمدة 90 دقيقة. وردا على سؤال حول ما ان بحث كيري احتمال شن الولاياتالمتحدة لغارات جوية ضد قوات داعش، اوضح مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأمريكية أن كيري أبلغ الوزراء أن واشنطن "تعمل الآن على النظر في اهداف محتملة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتخذ اي قرار حول القيام بتحرك عسكري". اما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال "كل هذه القضايا... ذات اهمية بالغة بالنسبة لدولنا"، مضيفا "واعتقد انه عبر التعاون بين الدول آمل ان يكون بمقدورنا التأثير على الوضع في الشرق الاوسط". وناقش الوزراء ايضا الأزمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات. وسيتوجه كيري الجمعة الى السعودية لبحث الاضطرابات في الشرق الاوسط مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز. وأمر الملك السعودي الخميس السلطات باتخاذ "كافة الإجراءات اللازمة" من اجل حماية المملكة مما قد ترتكبه المنظمات "الارهابية" في ظل مجريات الاحداث و"تداعياتها" في العراق خصوصا. واتخذ القرار اثناء انعقاد مجلس الأمن الوطني برئاسة الملك ل"درس مجريات الاحداث وتداعياتها بناء على ما يجري" في المنطقة وخصوصا في العراق. ولم يتم الاعلان عن تفاصيل تلك الاجراءات المقررة.