بعد نحو 10 سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر تبحث لجنة في مجلس النواب الأمريكي الخميس مسألة علاقة الإسلام بالتطرف في خطوة لاقت انتقادات شديدة ومخاوف من إثارة المشاعر المناهضة للمسلمين مجددا. ووعد النائب الجمهوري بيتر كينج الذي يرئس لجنة الأمن الداخلي في المجلس بمناقشات عميقة ممهدا الطريق أمام أحد نقاشات الكونجرس الاكثر اثارة للجدل منذ هجمات 2001. وقال كينج الاربعاء "أريد أن يدرك الأمريكيون الحجم الذي تحاول القاعدة فيه ارساء التشدد لدى الجالية المسلمة الامريكية". ونددت أبرز مجموعات مسلمة في البلاد- لم يتم دعوة أي منها للإدلاء بإفادتها في جلسة الاستماع في الكونجرس- ومجموعات أخرى مدافعة عن حقوق الانسان بخطوة كينج. وقال شهيد بوتار الذي يرأس لجنة الدفاع عن الحقوق إن "السبعة ملايين امريكي (مسلمون) يستحقون اكثر من تحميلهم ذنبا جماعيا بالشبهة". ويقول كينج إن قادة الجالية المسلمة وأئمة المساجد لا يبذلون جهودا كافية لوقف تطرف الشبان الأمريكيين ولا يتعاونون في تطبيق القانون. وقال أيضا إن معظم المساجد الأمريكية يسيطر عليها متطرفون. وأثارت هذه التصريحات قلق الجالية المسلمة الامريكية، والتي تشدد ادارة اوباما على أن دورها كان حاسما في المساهمة في خفض تهديد التطرف. ورفض وزير العدل الأمريكي اريك هولدر تقييم كينج بأن القادة المسلمين لم يساعدوا في تطبيق القانون مشددا على أنهم "ساهموا بشكل كبير" في التصدي لوقوع هجمات. وقال هولدر "لا نريد أن نوصم ونستبعد مجموعات بكاملها". وندد الإمام جوهري عبد الملك من المجلس التنسيقي للمنظمات المسلمة بخطوة كينج. لكنه أقر مع آخرين أن بعض الأمريكيين المسلمين ورغم قلة عددهم، اتجهوا نحو التطرف في الولاياتالمتحدة. وقال "نحن لا ننكر كمجموعة أن أمرا ما يجري". لكنه أضاف أن كينج "يمضي في الاتجاه الخاطىء" معبرا عن نفس الاستياء الذي ظهر لدى العديد من القادة المسلمين الذين يقولون إنه لا يزال ينظر إليهم بتشكك وشبهات رغم المساعدة التي يقدمونها من أجل تطبيق القانون. وعبر مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية عن قلقه حيال الطريقة التي يقوم بها كينج "بتوجيه الشكوك نحو المسلمين الأمريكيين". وحذر رئيس المجلس نهاد عوض من أن "تقييم كينج سيؤدي إلى زيادة التطرف". وتشدد عدة مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان وبينها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية على أن جلسة المناقشة يجب أن يتم توسيع نطاقها لتشمل كل العنف المتطرف. ورغم ذلك، توعد كينج بأنه "لن يتراجع" عن هذا التحقيق الذي أثار انقساما في صفوف النواب. فقد كرر زعيم الأغلبية في مجلس النواب اريك كانتور الثلاثاء التعبير عن تأييده لجلسة الاستماع لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوهنر نأى بنفسه عن كينج. وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد إنه "قلق بشدة إزاء جلسة الاستماع هذه التي تلقي بالشبهات على المسلمين الأمريكيين الذين يلتزمون بالقانون ويقدمون مساهمة كبرى لمجتمعنا، بمثل القلق الذي سيعتريني في حال تنظيم جلسات استماع في الكونجرس للتحقيق حول الكاثوليك أو اليهود أو أشخاص من أي ديانة أخرى استنادا فقط على ديانتهم". من جهته اعترض الديمقراطي ويب ستيني هوير أيضا على الجلسة قائلا إنها توجه "الرسالة الخاطئة إلى المسلمين الأمريكيين". وقال في بيان "نريدهم أن يعملوا على تطبيق القانون للكشف عن تهديدات إرهابية وليس أن يخافوا منه". وزعم كينج أن مسلمين أمريكيين اثنين مطلعين على ممارسات التطرف في المساجد الأمريكية سيدليان بإفادتهما وكذلك أمريكي من أصل أفريقي أشهر ابنه إسلامه. وقال النائب كيث ايليسون، أول مسلم يتم انتخابه في الكونجرس الأمريكي، إنه سيمثل أمام اللجنة لتقديم "وجهة نظر بديلة" لوجهة نظر كينج. ونقل مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية عن دراسة أجرتها مؤخرا جامعة ديوك أن 11 مسلمًا أمريكيًا ارتكبوا هجمات إرهابية محلية منذ اعتداءات 11 سبتمبر مما أدى إلى مقتل 33 شخصا مقارنة بنحو 150 ألف جريمة ارتكبت في البلاد في الفترة نفسها.