شهدت قاعات صالون ستالايت بمعرض ميلانو الدولي للاثاث، والذي أختتم أعماله أمس وسط إقبال كبير من الجمهور والمتخصصين من كبار المصممين، وأساتذة الفنون الجميلة بالجامعات العالمية خاصة قاعات تصميمات شباب المبدعين والمصممين من جميع دول العالم ومنها مصر. ورغم عدم فوز المصممين المصريين بأي جائزة هذا العام ، بعد غنجازهم في العام الماضي حين فازوا بالجائزة الثانية في المسابقة العالمية إلا أن التصميمات المصرية لفتت انتباه واعجاب العالم بل أن عددا من الشركات العالمية تقدمت بعروض مبدئية لهؤلاء الشباب لشراء تصميماتهم وتحويلهاإلي منتجات قد تعرض في ميلانو. واكدت ياسمين فهمي احدي المصممات الشباب أنها قدمت منتجات جديدة في مجال تصنيع النحاس مستوحاة من الثقافة الاسلامية حيث قرات الكثير من كتب الفن الإسلامي، كما زارت العديد من الورش العاملة في مجال النحاس ، مشيرة إلي أن هذا المجال بدا في الاندثار حاليا بسبب الظروف الأقتصادية التي تمر بها مصر. وقالت إنها ومجموعة من شباب المصممين يسعون إلي أحياء هذه الصناعة، وتطويرها من خلال استخدام اشكال هندسية جديدة بجانب مزجها بالخط العربي للاستفادة من جمالياته، وهذا التوجه يلقي قبولا كبيرا في الاسواق الخارجية. وأكدت أن تاريخ مصر القديم مليء بالخامات والاشكال التي برع في استخدامها المصريون، وهو ما ينبغي أن نستفيد منه ونبني عليه ابتكاراتنا ولا نسمح باندثارها، وهذا دور اصحاب المهنة بالتعاون مع الجهات الحكومية المنظمة لهذه الصناعات والحرف. وقالت إن المجلس التصديري للاثاث وغرفة صناعة الأخشاب قدموا الكثير من الدعم لشباب المصممين علي مدي السنوات الماضية يكفي تنظيمهم لمسابقة التصميمات والصناعة وتحمل تكلفة اشتراك الفائزين بها بمعرض ميلانو الدولي لمزيد من الاحتكاك وهو ما ساعدنا علي تطوير افكارنا وتصميماتنا التي ساعدونا أيضا في تحويلها لواقع ونماذج للعرض. وأشارت إلي أن الحرف اليدوية تواجه صعوبات عديدة الأن تهدد باندثارها، ولذا لا بد من الأهتمام بالاسطي القديم الذي لديه صبية يتعلمون منه الصنعة وهذا امر لم يعد موجودا الا نادرا. وقالت إن أجمل تعليق قيل لها من الزائرين من بلدان العالم عندما شاهدوا المنتجات اليدوية من النحاس المعشق أنهم شاهدوا مصر. إما هند رياض ومريم حازم فانهم توجهوا بافكارهم إلي ابتكار حل اقتصادي لأزمة بيئية وهي أكياس البلاستيك حيث قاموا بجمع الأكياس المستعملة وبعد تطهيرها وتبخيرها وكبسها وباستخدام ماكينات بسيطة مثل النول اليدوي تم تحويلها الي خيوط ثم نسيج يتم استعماله في عمل كسوة للكراسي المخصصة للحدائق أو بالمطابخ. وأشارت هند رياض إلي أن هذا النسيج من البلاستيك يمكن استخدامه أيضا لتصميم احتياجات البلاجات من أغطية للكراسي والترابيزات أو في الشماسي وكذلك تصميم حقائب للسيدات وللاستخدامات المنزلية وذلك بعد اضافة بعض المواد لزيادة درجة تحملها، وهذه الافكار توصلنا لها بعد اجراء دراسات وابحاث عديدة وبالفعل نجحت الفكرة، وتلقينا عروضا من كثير من المؤسسات والشركات من دول عديدة لتمويل تنفيذها علي نطاق كبير. وقالت مريم حازم إنهما يعملان الآن تحت شعار منتجات صديقة للبيئة وهناك تصميمات اخري منها وحدات اضاءة مصنوعة من الورق المعالج حتي تكون ضد الحريق والاحتراق. أما نيفين اشرف وياسمين علواني فان فكرتهم تتلخص في انتاج منتجات خشبية مصنعة بالمزج مع الحديد بصورة مبسطة وخطوات قليلة حيث يتم تركيب الحديد بعدد من المسامير ويمكن لربة المنزل القيام بذلك بنفسها والفكرة تتركز في أن تكون المنتجات المنزلية ذات قطع بسيطة وداخل كرتونة يسهل شحنها. أخيرا فإن كل الأفكار والتصميمات التي لاقت نجاح وإقبال وإشادة تميزت بانها بسيطة، وسهلة التطبيق، وتستخدم مواد صديقة للبيئة ورخيصة الثمن وتحاول حل مشكلات المستقبل.