تساءلت صحيفة ميلليت اليوم الإثنين عما إذا كان إعلان سلاح الجوى التركي إسقاط طائرة سورية من طراز ميج - 223 بعد انتهاكها المجال الجوي لتركيا، مجرد مناورة للانتخابات المحلية. وقالت إن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو وجه نداء مؤخرًا إلى رئيس هيئة الأركان العامة التركية بعدم الزج بالجيش إلى مغامرة بسوريا بناءً على تعليمات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وتساءلت الصحيفة أيضًا عما إذا كان إسقاط طائرة حربية سورية بعد انتهاكها الأجواء التركية هو حيلة انتخابية أم بالفعل رد على سوريا التي قد ترغب في اختبار أنقرة ونالت درسها، موضحة أن موقف تركيا قد يماثل الموقف الإسرائيلي عندما تشن تل أبيب عملية عسكرية قبل بدء الانتخابات هناك بأيام. ومن جانبها، ذكرت صحيفة يني تشاغ اليسارية أن القوات المسلحة التركية كثفت تدابيرها الأمنية على الحدود مع سوريا وأعدت خطة دفاعية حال قيام أعضاء تنظيم ما يسمى ب "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش), التي تمثل امتدادًا لتنظيم القاعدة بهجوم على مقبرة "سليمان شاه" بسوريا التي تبعد بمسافة 30 كيلومترًا عن الحدود التركية. وكانت تركياوسوريا قد وقعتا في عام 1998 اتفاقية "أضنة" الأمنية وتم تجديدها في عام 2011 بعد أن وقعت الحكومتين التركية والسورية على اتفاقية التعاون لمواجهة المنظمات الإرهابية وتتضمن مواد سرية أهمها منح الحكومة التركية صلاحية الدخول في عمق الأراضي السورية لمسافة خمس كيلومترات دون الحصول على تصريح مسبق من الحكومة السورية ولم يعلن عن هذه المادة حينها تحسبًا من ردود فعل الشعب السوري حينها. كل هذه التطورات تأتي في فترة قصيرة قبل توجه البلاد للانتخابات المحلية وقد تمثل خطوة من الحكومة لرفع شعبيتها بعد أن تدهورت تماما على إثر كشف فضيحة الفساد والرشاوي التي طالت أربعة وزراء واعتقال أبناء ثلاثة وزراء. ومن جانبها, طالبت الصحف العلمانية واليسارية وعلى رأسها جمهوريت ويورت وسوزجو وراديكال الحكومة التركية بزعامة أردوغان بعدم دفع تركيا لمستنقع سوريا حيث قد تخسر تركيا كثيرًا بهذه الخطوة التي تود حكومة العدالة والتنمية توجيه أنظار الشارع التركي لها ومحاولة إثارة نعرة الدفاع عن الأمن القومي التركي كخطة وتشتيت الرأي العام بعيدًا عن فضيحة الفساد والرشاوي قبل اقتراب موعد الانتخابات المحلية خاصة بعد أن تأكدت حكومة أردوغان من خسارتها لشعبيتها أمام الشعب حتى ولو بنسبة تترواح من 4 إلى 7%. وقد أثارت رسالة تهنئة أردوغان للقوات المسلحة التركية أمام حشد كبير من جماهيره باسطنبول بعد إسقاط الطائرة السورية انتقادات حادة من المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رغم حجبه وأهم التعليقات كانت "الخطوة الأخيرة لحكومة أردوغان هي البحث عن مغامرة في الخارج بعد خسارته بالداخل بعد فضيحة الفساد والرشاوي"، و "هل إسقاط طائرة يحتاج للتهنئة?"، و "إذا كنت متحمًسا كثيرًا يا أردوغان للحرب فسجل اسم ابنك بلال على القائمة".