توجهت مجموعة من قيادات القوات المسلحة يتقدمهم ضابط برتبة عميد، إلي المعتصمين بجامعة القاهرة وأبلغوهم بأنه تم توصيل جميع مطالبهم إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدراستها. كما أكدوا علي قيامهم بتأمين الإعتصام الطلابى وحماية المنشأت الجامعية عن طريق أفراد من الشرطة العسكرية. وردد المعتصمون هتافات" الجيش والشعب إيد واحدة" رغم إصرارهم علي مواصلة الإعتصام. وطالبت قيادات الجيش بتشكيل وفد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لمقابلة قيادات الجيش وعرض مطالبهم ومناقشتها. كما طالبوا بتسلم أي وثائق أو شكاوى عن فساد إدارى فى الجامعة، وشكل الطلاب لجان شعبية بمشاركة أفراد من الشرطة العسكرية لتأمين جميع منشأت الجامعة. وفي سياق متصل، نفى شهود عيان بالجامعة الآن، الشائعات التى ترددت منذ صباح اليوم حول دخول بلطجية بين صفوف المعتصمين وإشتعال الحرائق في مبني إدارة الجامعة. كان الآلاف من طلاب وأساتذة جامعة القاهرة واصلوا مظاهراتهم اليوم للمطالبة بعزل كافة قيادات الجامعة ابتداءً من رئيس الجامعة وعمداء الكليات وحتى رؤساء الأقسام. وطالب المتظاهرون، الذين تجمعوا بعد الواحدة ظهرا أمام المبنى الإدارى للجامعة، بتعيين قيادات جديدة وفقا لضوابط يتفق عليها الطلاب والأساتذة، وأولها ألا يكونوا من المنتمين لحزب الوطنى وذلك كمرحلة انتقالية لحين تعديل قانون تنظيم الجامعات، وإلغاء نظام تعيين القيادات الجامعية واستبداله بالانتخاب. وأكد المتظاهرون الذين توافدوا من مختلف الكليات من داخل الحرم الجامعى وخارجه، أنهم معتصمون داخل الجامعة لحين تحقيق مطالبهم. وأصدر الطلاب بيانهم الأول تحت عنوان "إرحل"، أكدوا فيه مطلبهم بإقالة القيادات وتعيين هيئة مستقلة من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس المحايدين وأصحاب الثقة من الطلاب، للإشراف على انتخابات العمداء والوكلاء، والإشراف على الكليات بعد استقالة المجالس الحالية . كما طالبوا بالاعتراف بلائحة طلابية نقية وغير مشوهة لتنظيم الحياة الطلابية فى الجامعات. مؤكدين كذلك ضرورة إلغاء كافة العقوبات التعسفية الصادرة ضد الطلاب، وإعادة تسكين جميع المستبعدين من المدينة . بدأت المظاهرات من كلية الإعلام التى شهدت مبيت عشرات الطلاب أمام مبنى الكلية منذ الأمس، وتجمع معهم زملاؤهم في الصباح. وفى الثانية عشرة ظهرا أعلن د. أشرف صالح رئيس قسم الصحافة، ود. محمود يوسف رئيس قسم العلاقات العامة، وآخرون تقديم استقالاتهم تضامنا مع الطلاب المعتصمين . وبخلاف الآلاف المحتشدين أمام قبة الجامعة، اعتصم المئات من الطلاب بساحة كلية الطب، وآخرون بساحات كليات العلاج الطبيعى وطب الأسنان والتمريض ودار العلوم، وقاموا بتوزيع منشورات تتهم القيادات الحالية بالفساد. من جانبها ناشدت د. سلوى الغريب أمين المجلس الأعلى للجامعات المعتصمين بالاستجابة لمقترحها بتشكيل لجان حكماء تضم أبرز أعضاء هيئة التدريس بالكليات للتحاور معهم والاستماع إلى مطالبهم، مؤكدة أن أول اجتماع للمجلس بعد الثورة تم خلاله الاتفاق على وضع ضوابط لانتخاب القيادات الجامعية تمهيدا لتعديل القانون الحالى. كما ناشدتهم بعدم الانصياع إلى الأصوات التى تطالب بإيقاف الدراسة وإلغاء التيرم الحالى والذى من شأنه الإضرار بمصالحهم.