أكد الدكتور مصطفى الفقي المفكر والسياسي المصري أن "الإخوان" لم يكونوا جاهزين للحكم إنما "لإدارة جماعة دعوية"، مضيفًا: "لا مبدع لدى الإخوان المسلمين الذين يفتقرون للكفاءات"، ومتسائلاً: "هل لديهم شاعر أو مفكر أو حتى مبدع واحد؟". وقال الفقي، الذي عمل سكرتيرًا معلوماتيًا للرئيس الأسبق حسني مبارك وسفيرًا لمصر في فيينا مدة ليست بالقصيرة، إنهم لم يتمكنوا من حكم أكبر بلد عربي يناهز عدد سكانه ما يقرب من 90 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن "حكم الإخوان كان عامًا ظلاميًا صعبًا للغاية". جاءت تصريحات الفقي ضمن مقابلة له مع برنامج "نقطة نظام"، الذي يذاع على قناة "العربية" اليوم الجمعة، قيّم خلالها مرحلة حكم "الإخوان" بعد 8 عقود من الانتظار والعمل السري والعلني معًا. وكشف الفقي أنه نصح الرئيس المعزول محمد مرسي قائلاً: "دعوتُ مرسي إلى توسيع دائرة مستشاريه واحتواء القوى السياسية كافة"، مؤكدًا بأن "السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة آن باترسون كانت شديدة التعاطف مع مرسي"، على حد قوله. وقال إن مرسي مرشّح "الإخوان المسلمين" جاء بمباركة أمريكية. لكن تساؤلات الفقي وانتقاداته للإخوان لم تمنعه من وصف نظام مبارك بأنه "وطني، لكن الفساد والاستبداد كانا يعشّشان فيه"، كما انتقد مبارك نفسه قائلاً: "مبارك كان لا يستمع كثيرًا وآفاقه لم تكن عميقة". وحلل الفقي طبيعة نظام الدولة في مصر قائلاً: "مصر دولة مركزية قامت على سطوة الحاكم الفرعون.. والمصري لا يستطيع العيش في أمان إلا في ظل حاكم قوي، لكن ثورتي مصر عملتا على بدء تفتيت هذا الصنم الكبير لحاكم مصر". وذهب الفقي بعيدًا في وصف حاكم مصر قائلاً: "لا يحكم مصر إلا فرعون"، مؤكدًا وصفه أثناء لقاء تليفزيوني سابق مع الزميل حسن معوض وسؤاله عما إذا ما كان مازال يعتقد بتلك الفكرة عن حاكم مصر. وفي معرض تقييمه للفريق أول عبدالفتاح السيسي ومقارنته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال: "شتان ما بين السيسي وعبد الناصر في الحسم والبطش"، إذ يبدو السيسي من وجهة نظري برغم ذكائه الشديد وحنكته أنه لين الطباع بعكس عبد الناصر في قدرته على البطش والحسم. لكنه لم يتوان عن القول إنه "كلما لاحت في الأفق إمكانية ترشح السيسي يهاجمه المنتقدون والأعداء". وفي توصيفه للفعل الديموقراطي في مصر الثورة قال الفقي: "الاحتشاد الجماهيري أهم من صندوق الاقتراع في التعبير عن الديمقراطية "، وما جرى في مصر "للمرة الأولى تحرر القرار المصري من الإيماءات والإيحاءات الأمريكية". وأشار إلى أن "البرادعي ملهم شرارة الثورة لكن ليس لديه صبر ومثابرة لاستكمالها"، وتمنى الدكتور الفقي أن يتولى البرادعي الإشراف على مرصد لمراقبة الديموقراطية في مصر، منوهًا إلى ثبات موقفه إزاء الحكم والحاكم في مصر منذ تصديه لحكم الرئيس مبارك ثم الإخوان. وأخيرًا أعرب الفقي عن شعوره بأنه مازال يعاني من التهميش والإبعاد: "هُمِّشتُ في عهدي مبارك والحكم العسكري والإخوان والآن".