أيام قليلة تفصلنا عن واحدة من المحاكمات المرتقبة، وهي محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي ليكون ثاني رئيس لمصر تجري محاكمته بعد الرئيس الأسبق مبارك، في فصل جديد من فصول التاريخ الذي يعيشه الوطن، ومابين محاكمة مبارك ومحاكمة مرسي نرصد بعض الأمور التالية. - بدأت محاكمة الرئيس مبارك في 3 أغسطس عام 2011 ومعه نجلاه وحبيب العادلي وزير الداخلية و6من قيادات الداخلية ورجل الاعمال حسين سالم، في اتهامات تتعلق بالتحريض علي قتل المتظاهرين أثناء أحداث ثورة 25 يناير، وتصدير الغاز لإسرائيل بسعر متدن واستغلال النفوذ، وانتهت نحو 47 جلسة في 2 يونيو بالحكم علي مبارك بالسجن المؤبد، فيما يتعلق بواقعة المتظاهرين وبراءته من الاتهامات الأخري، وحاليا تجري إعادة محاكمته منذ عدة شهور أمام دائرة قضائية جديدة. - أما المعزول محمد مرسي فتبدأ محاكمته في 4 نوفمبر الجاري ومعه 14 آخرون من قيادات وأعضاء تنظيم جماعة الإخوان، من بينهم عصام العريان، أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، أحمد عبد العاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، أيمن عبد الرؤوف مستشار رئيس الجمهورية السابق، علاء حمزة، عبد الرحمن عز، أحمد المغير، جمال صابر، محمد البلتاجي، وجدي غنيم، وآخرين باتهامات ارتكاب أعمال العنف والتحريض على قتل المتظاهرين والبلطجة، وفض اعتصام المتظاهرين السلميين واحتجازهم بدون وجه حق، وتعذيبهم أثناء تظاهرهم في 5 ديسمبر الماضي للأعتراض علي اللإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر الماضي في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، كما تضمنت الاتهامات قتل الزميل الصحفي الحسيني أبو ضيف وأثنين آخرين. - المتنحي مبارك أحيل في المرة الأولي من محاكمته محبوسا وكان يقضي فترة الحبس في المركز الطبي العالمي، وبعدما صدر حكم ضده بنقله إلي مستشفي السجن بطرة، وفي أعقاب إعادة محاكمته وتجاوزه مدة الحبس الاحتياطي أخلي سبيله، وصدر قرار بتحديد إقامته في مستشفي المعادي للقوات المسلحة. - أما محمد مرسي فتمت إحالته هو الأخر محبوسا علي ذمة تلك القضية، وهو يقيم حاليا في مكان غير معلوم تحت حراسة القوات المسلحة، ولم يتحدد بعد إذا ما كان سيعود إليه او سيتم اختيار مكان أخر لقضاء حبسه فيه، خاصة وأن مقر محاكمته بالقرب من سجن طرة. - اختيرت أكاديميةالشرطة بالتجمع الخامس كمقر لمحاكمة مبارك، وشهدت خطط أمنية مكثفة بالتعاون والتنسيق بين الجيش والشرطة لتأمين نقل مبارك وباقى المتهمين، وتم التصريح فقط بدخول الدفاع سواء عن المدعين بالحق المدني والمتهمين والصحفيين، واتسمت بداية المحاكمة بالأجواء الساخنة، وكانت قوات الأمن تكثف من وجودها خارج مقر الاكاديمية منعا لأية اشتباكات، وبمرور الوقت وتغير الظروف واتضاح كثير من الأمور، اصبح الهدوء يخيم على أجواء تلك المحاكمة. - أما بالنسبة لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى فقد اختير معهد أمناء الشرطة بالقرب من سجن طرة مكانا لعقد المحاكمة، وتم تجهيز القاعة بكل ما يلزم لإجراء هذه المحاكمة خاصة من الناحية الأمنية، حيث أوضحت المصادر الأمنية أنه سيتم تركيب أجهزة تشويش، وكاميرات تصوير سرية ستقوم بتصوير القاعة من الداخل والخارج، فضلا عن الاستعانة بخبراء المفرقعات. - وقد توجه رجال الأمن ووفد قضائي من محكمة استئناف القاهرة لمعاينة مقر المحاكمة، والاطمئنان علي انها مجهزة لنظر القضية، ولا شك أنها الأكثر من ناحية التأمين، تحسبا لأية محاولات من أنصار جماعة الإخوان بارتكاب اعمال عنف أو شغب لأفساد المحاكمة، وتم إنشاء أبواب الكترونية لدخول المصرح لهم من الدفاع عن المتهمين والمجني عليهم والصحفيين مقر المحاكمة. - تولى المحامي فريد الديب الدفاع عن مبارك، كما شهدت جلسات محاكمته حضور بعض المحامين المتطوعين مصريين وكويتين، لكن الديب كان هو المحامي الأصيل عن الرئيس الأسبق. -أما الرئيس المعزول مرسي كثرت الأحاديث التي يروجها بعض المحامين المنتمين للإخوان ومواقع الجماعة عبر الانترنت كنوع من المرواغة، تارة بأن مرسي لم يوكل احدا للدفاع عنه، وأنه سيترافع عن نفسه باعتبار أنه لا يعترف بالمحاكمة، ثم ظهر فريق آخر من المحامين، وقرر أنه سيتولى الدفاع عن المعزول من بينهم محمد الدماطي ومحمد طوسون، كما يتضمن هذا الفريق الدكتور محمد سليم العوا وربما تشهد المحاكمة ظهور محامين أخرين. - يواجه مرسي اتهامات أخرى لا يزال التحقيق فيها مستمرا، وهي السعي بالتخابر مع حماس، والقيام بأعمال عدائية علي أرض الوطن وخطف وقتل الجنود والضباط المصريين، ويباشر فيها التحقيق نيابة أمن الدولة، كما يواجه اتهامات تتعلق بالهروب من سجن وادي النطرون واقتحام السجون، واتهامات أخرى يباشر التحقيق فيها قاضي التحقيق المستشار حسن سمير فضلا عن التحقيق في بلاغات أخرى ضد المتهم، وقد تم حبسه على ذمة تلك الاتهامات ما بين 15 إلى 30يومًا وفقا للقانون. فيما لايزال مبارك قيد المحاكمة في اتهامه في قضية كسب غير مشروع وتسهيل الاستيلاء على أموال القصور الرئاسية.