لوّح حمدي خليفة نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب في رسالة وجهها إلى المحامين بالاستقالة من منصبه، بسبب الضغوط الرهيبة التي يتعرض لها قائلا "تحملت ما لم يتحمله بشر في سبيل تحقيق رسالتي وبرنامجي الخدمي للمحامين". قال خليفة في رسالته "يبدو أن المواجهات لم ولن تنتهي، الأمر الذي من أجله يصعب أن أقدم لكم كل ما وعدت به، وإن كنت قد قدمت البعض منه، ولكن الآن أصبح الاستمرار في العطاء لا يتناسب مع الجهد الذي يجب أن يبذل ومع المواجهات التي لا تنقطع، الأمر الذي من أجله عرضت عليكم تلك السطور بكل أمانة، داعياً المولى أن نتوحد على كلمة سواء، حرصاً على النقابة وعلى الأجيال المقبلة واضعاً بالاعتبار أن المصلحة العامة هي التي يجب أن نستظل بها ونرعاها، وعلينا جميعاً أن نوفر هذا المناخ حتى يتسنى لنا أن نعمل ونحقق ما وعدنا به". وأضاف أن "الاستمرار في ظل هذا المناخ لن يكون مناسباً لأن أؤدي الأمانة التي تعهدت بها أمامكم، ولن أملك وقتذاك بديلاً آخر عن الاستقالة، وهي كلمة صعبة على نفسي حتى لا يقال إنني تخاذلت عن خدمتكم ولكن الأمر أصبح عسيراً في ظل هذه الظروف وهذه حقائق أذكرها لكم وسوف يأتي يوماً يذكرها التاريخ". وقال "بعد مشوار طويل دام لأكثر من ربع قرن في العمل النقابي بدأته عضواً بمجلس نقابة المحامين بالجيزة ثم أميناً عاماً فوكيلاً فنقيباً للجيزة لدورتين، فنقيباً عاماً، يعلم الله أنني خلال تلك الفترة لم أعمل لغير المصلحة العامة.." وأوضح بعد أن سرد خدماته النقابية، وأبدى تأييده لثورة 25 يناير، "تعلمون علم اليقين أن الحزب الوطنى فعل كل ما في وسعه في انتخابات النقابة العامة لإسقاطي، إلا أنه لم يستطع نظراً لتأييدكم وثقتكم التي شرفت بها، ولعلكم تعلمون أيضاً أن انضمامي للحزب كان منذ سبعة أشهر بمناسبة انتخابات الشورى عندما كان الحزب يحاول الاستعانة بشخصيات عامة، فكان انضمامي له من أجل النقابة ومن أجلكم، وكان ترشيحى للشورى بناء على موافقة مجلس النقابة العامة ونقباء الفرعيات". وقال: راعيت ضميري ومن معي في الحفاظ على المال العام وإعادة صياغة العمل بالنقابة بما يتوافق مع طموحات المحامين ومطالبهم، رغم ما كنت أعانيه من مواجهات بدأت من أول يوم فور إعلان نتيجة الانتخابات، وكنت أترفع عن الرد عليها مكتفياً بالرد بالأعمال الإيجابية، واثقاً من أن المحامين على مستوي مصر يتميزون بالوعي والإدراك الكامل وأنهم يستطيعون أن يقيموا الأمور حق تقييمها وأنهم خير أمة تدافع عن الحق، ومع ذلك فإن المواجهات لا تنتهي أبداً سواء بمناسبة أو بدون مناسبة لدرجة أنني كنت أتعرض من البعض لسحب الثقة منذ الإعلان عن النتيجة وحتى قبل أن يتبين أن أعمالي سيكتب لها النجاح من عدمه، بل إن الأمر قد وصل إلى محاولة تشويه أي عمل إيجابي نقوم به ومحاولة طمس معالمه بكافة الأساليب".