استطاعت منذ ظهورها بالحلقة الثانية من الأحداث، أن تجعل مسلسها على القائمة الرئيسية للمشاهد على مائدته الرمضانية لتتألق وتحصل على المركز الأول كأفضل ممثلة لهذا العام بمسلسلها "ذات" بحسب ما أعطاها النقاد خلال التقييم الذى قدمته "بوابة الأهرام" في الأسبوع الأول لدراما رمضان. نيللي كريم هذه المرة تتألق وتجتهد في الانتقال بين أكثر من مرحلة عمرية، تبدأ من عمر ال 18 عاماً وصولاً إلى ال 60 من عمرها، لتجسد دور الفتاة والسيدة المصرية ببسطاتها وأحلامها..بطموحاتها وتفاؤلها..بحبها إلى الرومانسية وحنينها إلى الماضي، كل ذلك بصبغة إجتماعية سياسية تحمل اسم "ذات". ولأن شخصية "ذات" ملئية بكثير من التفاصيل، خصوصاً وأن العمل استغرق تحضيره 3 سنوات، ولأن نيللي كريم تقدماً نموذجاً درامياً اختفي في كثير من الدراما المصرية في أعوامها الأخيرة، وكان الاستعواض عنه بالدراما التركية حيث وجود نموذج الأسرة بتفاصيلها..حاورت "بوابة الأهرام" نيللي كريم وإليكم نصه... - مسلسل "ذات" هو عمل مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم..ألم تتخوفي من تقديم العمل خشيةً من المقارنة بين الأثنان؟ الحقيقة لم يكن لدى أية مخاوف، خصوصاً وأنه من الطبيعي أن يوجد اختلافات بين الرواية والمسلسل، وثقتى في السيناريست مريم ناعوم، والمخرجة كاملة أبو ذكرى جعلتنى مؤمنة بأننى في "آيد أمينة"، وما كان يقلقنى ومازال هو تصديق المشاهد في المراحل العمرية التى أجسدها. - هل قمت بقراءة الرواية في البداية، وهل جلستى مع أشخاص أو سألتى أقاربك عن شكل السيدات في كل مرحلة عمرية قمتى بها؟ نعم قراءة الرواية للتعرف على الشخصية، ومعرفة أسلوب الكاتب وطبيعة الشخصية، والتى عشت معها خطوة بخطوة، ولكن الحقيقة أنا قليلة الحديث فلم أقوم بسؤال أحد عن أى تفاصيل فالممثل مثل "السفنجة لابد أن يتشرب أى دور جيداً"، ولدى ذاكرة بصرية ساعدتنى في رسم تفاصيل الشخصية. - هل تتشابه "ذات" في تفاصيل شخصية مع نيللي كريم؟ لا يوجد اشتراك بيننا في الصفات باستثناء الطيبة والتسامح مع الآخرين، وتضحك: وطبعاً ابنتيها، فذات كان لديها اثنان من البنات، وانا أيضاً لدى ابنتان "وأحياناً كنت أقول لنفسي هو أنا اخلص تصوير من هنا أروح الاقي بناتى في البيت لأنهم في النهاية مسئولين منى وانشغل بهم". - تعتقدى أن سيناريو "ذات" بما يحمله من تأريخ إجتماعي وسياسي في مراحل زمنية تواكب الرؤساء الثلاث كان من المهم تقديمه في هذا الوقت؟ بالتأكيد لأننا "بقالنا فترة كبيرة معملناش حاجة عن العائلة المصرية البسيطة"، وصحيح أن " ذات" ليست شخصية تاريخية، وصحيح أيضاً أننا قدمنا عدد كبير من أعمال السير الذاتية إلا أننا افتقدنا وجود نموذج العائلة البسيطة في أعمالنا، و"ذات" تتحدث عن مصر ونموذج العائلة وقتها "كان شكله عامل ازاى"، والعمل بصفة عامة بسيط للغاية من حيث الاخراج والأداء فليس من الضرورى أن أقدم شخصية معقدة. - إلى أى مدى كانت شخصية "ذات" مرهقة من الناحية النفسية لك بما أنك تعيشن معها مراحل عمرية مختلفة؟ كانت مرهقة للغاية، وكثيراً مرت علي أوقات احباط ويأس وفرح لأننى كنت أعيش مع الشخصية في كل تفاصيلها، وأحياناً أخرى كنت أحس المشهد كثيراً حتى أن دموعى كانت حقيقية، والحمد لله كنا بنأخذ المشهد من أول شوط ونادراً لما كنا بنعيد. - وكيف تربطي أحداث العمل بما نشهده حالياً على أرض الواقع؟ دعينى أقول لك أن الحلقة الأولى من "ذات" والتى لم أظهر بها أبكتنى كثيراً، حيث أننى كنت أشاهد "العظمة" التى كانت بها مصر في هذا الوقت، إضافة إلى حال جيشنا العظيم ومدى احترام وتقدير الشارع له، وفجأة ذهبت بعني للأحداث السياسية التى نعيشها على أرض الواقع وبكيت كثيراً من أحوال الشارع، ومن الضحايا الذين يموتون يوماً تلو الآخر. - البعض ينتقد موقف "ذات" من السادات بعد معاهدة كامب ديفيد وبناء السفارة الإسرائيلية عندما قالت له "الله يسامحك ياسادات"..تعليقك؟ أولاً أنا "ساداتية" وشخصية "ذات" في الواقع هى سيدة لا تفهم في السياسة لكنها متأثرة بآراء والدها الناصري لأنها تحبه كثيراً وتربط به فكرياً، وفي العمل "ذات" قالت "الله يسامحك" لكنها لم تقوم بالدعاء عليه حسبما فهم البعض، هذا بالإضافة أنه مجرد اختلاف في الرأى لا يقصد منها الاساءة لشخص السادات على الاطلاق، وكلنا متفقون أن "كامب ديفيد" اختلف عليها الجميع "مع وضد"، وفي النهاية "ذات" سيدة تحب البلد وتخاف على مصلحتها ليس أكثر. - بصراحة..هل لديك قناعات سياسية وآراء تغيرت بعد قراءتك لرواية "ذات"؟ "الحقيقة أنا عمر ما كان اهتمامى بالسياسة لكى يكون عندى تراكمات" مثل كثيرين مثلي قبل ثورة يناير"، والتى فوجئنا جميعاً بها ومن يقول أنه لم يفاجأ بها يكون بالطبع كاذب، وبعد هذا التاريخ بدأت يكون لى اهتمام لأن البلاد كانت تذهب لمنعطف خطير، والمشهد الأخير لما مرت به مصر أبدى ذلك جلياً من سقوط ضحايا، واستغلال عقول "الناس الغلابة زى الموجودين في رابعة" لاستخدامهم سياسياً رغم أنهم لا يعون أى شىء إضافة إلى الهجوم المستمر طوال الوقت لأى قرار "طبعا لا أقصد بذلك النظام السابق"، فمثلاً هناك بعض الناس حالياً يعترضون على الحكومة الجديدة بسبب أعمار بعضهم وبالتأكيد أنا اتفق معهم ولكن نحن الآن في مرحلة انتقالية وهناك انتخابات ستجري بعد 6 شهور وبالتالى لابد أن نعطى لأنفسنا الفرصة "لأخذ النفس" كما أن البلاد في هذه المرحلة تحتاج إلى رجال خبرة. - هل لديكي مخاوف أن يؤثر الوعى السياسي ثانية على اختيار الرئيس والنظام المقبل كما حدث من قبل؟ طبعاً لدى تخوفات من عدم الوعي السياسي، فنحن بحاجة إلى ذلك خصوصاً في الأقاليم التى يستثمر فيها هذا الأمر كثيراً خصوصاً من هم أقل في الطبقات الإجتماعية فبالتأكيد أن من يكون متيسر مادياً لن يأتى إلى القاهرة لمجرد "استخدامه سياسياً". - أعود ل "ذات" ثانية..هل أنت راضية عن عرض المسلسل هذا العام بعد تأجيله في العام الماضي؟ راضية من كل النواحى حتى من ناحية البلد، وأشعر بتفاؤل شديد. - عملت في "ذات" مع اثنان من المخرجين هم كاملة أو ذكرى وخيري بشارة ..كيف حافظت على خط أدائك مع االاثنين خصوصاً وأن لكل منهما طبيعة مختلفة في الإخراج؟ قدمت مع كاملة أبو ذكرى 18 حلقة من العمل، وهذا أتاح لى فرصة أكبر أن أمسك خيط الشخصية من البداية، وعندما جاء المخرج خيري بشارة سهل كثير علي في الحلقات المتبقية، والحقيقة أن كاملة وخيري منفاهمان وعندما حضر فى أول يوم له هنأنا جميعاً على المجهود الذى بذلناه. - لكن ألم تتخوفي من حدوث صدمة للمشاهد حيث انتقاله بين اثنين مخرجين؟ النقلة التى ستحدث في مرحلة التسعينات، والتى سيفاجىء بها المشاهد وستعرفه كيف أصبح المواطن المصري يفكر، وكيف أصبح شكل العائلة. - ما هى أصعب المشاهد التى واجهتك في تصوير مسلسل "ذات"؟ كل المشاهد صعبة لا أتذكر مشهد بعينه، وكان الأمر الهام هو الحفاظ على الحركة والسن ونبرة الصوت وطريقة المشي في كل مرحلة عمرية للشخصية. - هل كان هناك خبير أصوات وغيره معكم في التصوير ليراجع مثل هذه الأمور؟ كاملة أبو ذكرى هى التى كانت تقوم بهذه المهام، فبالتأكيد أننى لا أقوم بتصوير الحلقة بكل مراحلها في يوم، ولكن في اليوم الواحد كان من الممكن أن أصور أكثر من مرحلة وهنا في بعض الأحيان كانت تفلت منى حاجات بسيطة وكانت كاملة هى التى تقوم بمراجعتى لتصحيح المسار. - "ذات" هو العمل الثانى لك مع السيناريست مريم ناعوم والمخرجة كاملة أبو ذكرى..هل يمكن استثمار "روح حب العمل" بينكم في أعمال قادمة؟ بالطبع أنا سعيدة جداً بالروح التى تجمعنى ب مريم وكاملة، وأتمنى أن أعمل معهم مرات آخرى. - هل كنتى تتوقعين النجاح الكبير ل مسلسل "ذات"؟ ما كنت أتمناه هو أن يشاهد الجمهور العمل ويحبه ويتعلق به، والحقيقة أنا بشكر كل الناس التى شاهدتنى وأبدت اعجابها بالعمل، واعطته المركز الأول. - هل تابعتى أعمال آخرى غير مسلسلك هذا العام؟ أشاهد "الداعية" و"نكذب لو قلنا مبنحبش"، ونيران صديقة"، و"موجة حارة"، و"آسيا" و"فرعون" ..وتضحك: وطبعا "الكبير قوى" والحقيقة أنا زعلانة أن "حزلئوم" اختفي من الأحداث لكن إنشاءلله يرجع بالسلامة. - ما تقييمك لمستوى الأعمال المقدم؟ هناك جهد كبير مبذول من جميع صناع العمل هذا العام، بداية من السيناريوهات، والمخرجين وأداء الفنانين. - تجربة العمل في الدراما مرهقة للغاية ..هل ستكرريها مباشرة العام المقبل أم ستأخذى راحة؟ هذا يتحدد بطبيعة الورق والسيناريو المعروض علي.